[ هذه المساهمة ضمن ملف خاص حول رسامي كاركاتير عرب في زمن ما بعد موجة الثورات الأخيرة. انقر/ي هنا للاطلاع على جميع مواد الملف، الذي أعده لـ”جدلية“ أوس داوود يعقوب.]
يتلخص دور فن الكاريكاتير بمواكبة الثورة والوقوف الى جانب الشعب المضطهد ومحاولة تعرية الدكتاتور والوقوف على انتهاكاته، طبعاً هنا لا نغفل نقطة غاية في الأهمية وهي "شعبوية" هذا الفن وكونه فن الشارع حيث جمهوره من كل الشرائح المجتمعية، لذلك كان لابد من الاستفادة ما أمكن من هذا الهامش الذي يتحلى به هذا الفن، والقيام بأقصى درجات التحفيز والتثوير للجمهور العربي عامة والسوري خاصة، المشحون أصلًا منذ خمسة عقود.
أما بالنسبة لما قام به الكاريكاتير وفنانوه وهل قدموا نتاجات بحجم هذا الحدث العظيم؟ أقول: نعم وقد كان حاضرًا وطاغيًا على المشهد الثوري والكم الهائل من اللوحات ابتداءً من لافتات "كَـفْـــرَنْــــبِـــل" البسيطة وانتهاءً باللوحات ذات المعايير العالمية التي سخرت في خدمة الثورة والأثر والواقع الإيجابي اللذين حققاه. ولعل وسائل التواصل الاجتماعي كانت بمثابة العمود الفقري لانتشار هذا الفن ثورياً والحلقة الرابطة بين الفن والثورة.
***
ياسر أحمد رسام كاريكاتير سوري كردي، من مواليد القامشلي 1977، وهو خريج معهد إعداد المعلمين 1997، وكانت بدايته في الصحافة المحلية وبعد انتشار خدمة الإنترنت في سوريا بدأ مشواره في خضم الصحافة العربية.
ويعتبر ياسر أحمد حاليًا من أهم فناني الكاريكاتير على المستوى العربي، وهو ينتمي إلى الجيل الجديد من الرساميين الكاريكاتوريين العرب، وقد وجد في هذا الفن الساخر الحيز الذي يشكل امتدادًا لطبيعته وتكوينه الشخصي، وتناول في رسومه موضوعات مختلفة، وكان للسياسي حضورًا لافتًا في مجملها، وفي كل الحالات كان منحازًا لقضية شعبه، ضاربًا بفكرة "حيادية الفن والفنان" بعرض الحائط. وقد حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير العربية والعالمية، أبرزها جائزة الصحافة العربية (فرع الرسم الكاريكاتيري) العام 2015.