[ هذه المساهمة ضمن ملف خاص حول رسامي كاركاتير عرب في زمن ما بعد موجة الثورات الأخيرة. انقر/ي هنا للاطلاع على جميع مواد الملف، الذي أعده لـ”جدلية“ أوس داوود يعقوب.]
قال المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد إنّ "المثقف هو الذي لا يرضى بحالة حتّى يُغَيِّرها، فإذا غيَّرها بدأ يحلم بمواصلة التغيير"، ففي الحالة العربية على رسام الكاريكاتير كأهم المثقفين ارتباطاً بالشارع أن يكون ظهيراً لأي تغيير والأهم أن لا يقف عند شكل التغيير بتغير أحد رموز النظام بل أن التغيير يجب أن يطال أساس النظام وبنيته ورموزه حتى لا ينقلب على الثورة كما حصل في إحدى البلدان العربية، ويوم تنتصر الثورة فعلى المثقف ورسام الكاريكاتير أن يكون رقيباً عليها ومنتقداً إياها أيضاً، فلا كمال لأحد وعلينا أن نكون الرقيبين على مصالح العامة.
إذا نظرنا مثلًا إلى القضية الفلسطينية نجد فن الكاريكاتير لفنان مثل ناجي العلي يعتبر مرجعيه لقراءة تاريخ القضية وارهاصاتها وكبواتها واحتدامها مع المحتل، ولا تختلف الحالة العربية عن الحالة الفلسطينية في الخمس سنوات الأخيرة فقط ، فبعد أن كان فن الكاريكاتير العربي مدجناً يتحدث عن رغيف الخبز وأنبوبة الغاز واحتياجات الحياة اليومية، خرج من حظيرة الحاجة اليومية لينطلق لحاجة الروح لمواطن قهر وقمع لسنوات واعترف بالحرية كحاجة أساسية للمواطن العربي وطالب بها.
ولقد قدم عدد من رسامي الكاريكاتير العرب ضريبة مطالبتهم وأذكر هنا أكرم رسلان "شهيد الكاريكاتير السوري"، وعلي فرزات ودعاء العدل وكمال شرف وأخي الحبيب ياسر أحمد وغيرهم ممن لا نستطيع أن نُعد، فلولا قدرة هؤلاء وغيرهم على أن يكونوا سبباً للثورة لا نتيجة لها واجهو ما واجهو من قمع وتنكيل .
***
ولد رسام كاريكاتير محمد سباعنة عام 1978، في محافظة جنين، الإراضي الفلسطينية المحتلة عام .1967
حصل على بكالوريوس فنون جميلة تخصص ديكور وتصميم داخلي- جامعة النجاح الوطنية نابس 2002. وقد أشتهر برسومه المناهضة للعدو الصهيوني، والتي تحكي معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الاحتلال، كما يعرف برسمه الكاريكاتيري ذي المضامين السياسية الناقدة ضد مختلف التيارات والأحزاب السياسية الفلسطينية.
وتنشر رسومه عادةً في الصحف الفلسطينية المحلية. حاضر في الجامعة العربية الأمريكية في قسم الاعلام وجامعة النجاح الوطنية عن موضوع الكاريكاتير الفلسطيني والعربي.
شارك في مؤتمر لرسامين الكاريكاتير الأمريكيين في ولاية اوريجون، عام 2010 في الولايات المتحدة وكان له مداخله حول الكاريكاتير العربي. وهو عضو "لجنة التقييم في مسابقة فلسطين الدولية للإعلام"، وعضو في "الشبكة العالمية لفناني الكاريكاتير كارتون موفمنت"، وقد شارك في أكثر من مشروع إعلامي، ومن بينها (مشروع 360 درجة). واستخدمت أعماله للمؤتمر الدولي حول الربيع العربي الذي نظمه البيت العربي في اسبانيا عام 2011. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، وطبع كتابه الأول في فن الكايكاتور مترجمًا للفرنسية، وله اصدارات أخرى منها كتاب "للحقيقة أكثر من وجه" (بالإشتراك مع عدة فنانين عالميين).