[ هذه المساهمة ضمن ملف خاص حول رسامي كاركاتير عرب في زمن ما بعد موجة الثورات الأخيرة. انقر/ي هنا للاطلاع على جميع مواد الملف، الذي أعده لـ”جدلية“ أوس داوود يعقوب.]
لا أريد أن أبدو متشائماً، ولكن لا أستطيع تزوير الصورة في ذات الوقت، فمنذ خمس سنوات كان لنا حلم كما للشارع العربي في إحداث فارق في المشهد.
وقد واكب الكاريكاتير الربيع العربي منذ البدء بل ربما مهد وفقًا لنظرية القشة في تشكيل الوعي الرافض للنظم السائدة وقمعها وتغولها وفسادها.
كنا نرغب في تشكيل كاريكاتير عن نجاح الثورات وكنسها لمخلفات القمع والاستبداد، لكننا نجدنا أنفسنا اليوم في وضع أسوأ اتسع فيه الشق على الراتق. فالأنظمة ذاتها لا زالت موجودة وإن تمحورت بأشكال أخرى. وقوى الظلام والإرهاب الأعمى باتت صاحبة كلمة دموية .. فأي فعل يستطيع أن يحققه الكاريكاتير في زمن شبكات التواصل والتعبيرات الساخطة وكثرة الافواه وغياب الآذان.. الشارع محبط والخطاب الفني هنا يضيع. أعرف أن لا خيار سوى طرق الخزان مرارًا ومرارًا.. وتوسيع اطار الحلم، ومحاولة إلقاء رسالة لجيل آخر قد يكون أكثر جلدًا وقدرة على ممارسة الوعي.
قد يكون من الصعب الحديث عن تضحية رسامي الكاريكاتير في هذه المرحلة. لاسيما مع أنهار الدم التي تسيل في كل مكان..استذكر قنديل هذه المرحلة أكرم رسلان وأقول إن الطريق لا زال طويل جدًا.
***
ناصر الجعفري ولد رسام الكاريكاتير الفلسطيني الأردني عبد الناصر زهدي الجعفري في عمّان عام 1970. حصل على دبلوم رسم كرتوني من جامعة "بنسلفانيا" الأمريكية في عام 1997، بعد إتمام دراسة "إدارة الأعمال"، يعمل حاليًا كرسام كاريكاتير في جريدة "الغد" الأردنية، وصحيفة "القدس" الفلسطينية، كما يدير تحرير صحيفة "المقر" الالكترونية. نشر أولى رسوماته في صحيفة "المحرر" العربية الصادرة في باريس عام 1990 وبقيَّ فيها حتى عام 1993، عمل بعدها في (الملحق السياسي) الصادر عن صحيفة "الدستور الأردنية" عام 1994، وفي صحيفة "البلاد" الفلسطينية الصادرة في مدينة رام الله في الضفة الغربية (مابين 1994 و 1997). حصل على العديد من الجوائز منها: جائزة الحسين للإبداع الصحفي للعام 2011. وجائزة دبي للصحافة للكاريكاتير عام 2008 . والجائزة التقديرية لمسابقة إيران الدولية للعام 2006. وجائزة يوغسلافيا للكاريكاتير عام 2000. جائزة دبي للصحافة للكاريكاتير عام 2008. والجائزة الثالثة في مسابقة الرسم الكاريكاتيري التي نظمها "مركز الدوحة لحرية الإعلام" عام 2013.