خطاب آنجيلا ديفس في مسيرة النساء في واشنطن يوم 21 كانون الثاني،2017
آنجيلا ديفس (مواليد 1944) ناشطة يساريّة معروفة في حركة الحقوق المدنية واليسار الأمريكي والعالمي. برزت في الستينيّات في صفوف الحزب الشيوعي الأمريكي وكانت مقرّبة من حركة الفهود السود. وهي كاتبة وأكاديميّة متقاعدة.
[ترجمة سنان أنطون]
***
"في لحظة صعبة في تاريخنا، فلنذكّر أنفسنا، نحن، مئات الآلاف، ملايين النساء، ومتحولو الهويّة الجنسيّة، والرجال والشباب المتجمعون هنا في مسيرة النساء، بأننا نمثل قوى التغييرالمصممّة على منع ثقافات العنصرية والأبوية-الذكورية المحتضرة من أن تنهض من جديد.
ندرك أنّنا عناصر جمعيّة فاعلة للتاريخ وبأن التاريخ لا يمكن أن يمحى مثل صفحات الانترنت. نعلم أنّنا نجتمع هذا العصر على أرض تعود للسكان الأصليين وبأننا نستلهم قيادة السكّان الأصليّين الذين لم يتخلّوا عن النضال من أجل الأرض والماء والثقافة وشعبهم بالرغم من عنف الإبادة الجمعيّة الهائل. ونحيّي بشكل خاص «ستاندنغ روك سو». لا يمكن محو نضال السود للحريّة الذي صاغ طبيعة تاريخ هذا البلد. ولا يمكن أن نُجبرَ على نسيان حقيقة أن «حياة السود مهمّة». هذا بلد تأسّس على العبودية والاستعمار، مما يعني، مهما يكن، أن تاريخ الولايات المتحدة بحد ذاته هو تاريخ الهجرة والاستعباد. إن نشر رهاب الغرباء وتوجيه التهم بالقتل والاغتصاب وبناء الجدران لن يمحو التاريخ.
لا يوجد إنسان «غير قانوني»!
إنّه النضال من أجل إنقاذ كوكب الأرض ووقف التغير المناخي وضمان حق الحصول على الماء من ستاندنغ روك سو إلى فلنت، ميشيغان، إلى غزّة. النضال من أجل إنقاذ الحيوانات والنباتات، وإنقاذ الهواء. هذه هي ساحة المعركة الرئيسيّة للنضال من أجل العدالة الاجتماعيّة. هذه مسيرة نساء ومسيرة النساء هذه تمثّل الأمل في النسويّة في مواجهة القوى الفتاكة لعنف الدولة. النسوية الشاملة والتشابكيّة التي تدعونا جميعاً للانضمام إلى مقاومة العنصرية، ورهاب الإسلام، والمعاداة للساميّة، وكره النساء والاستغلال الرأسمالي.
نعم، نحيي النضال من أجل حد أدنى للأجور. ونكرّس أنفسنا للمقاومة الجمعية. مقاومة أصحاب البلايين المستفيدين من العقارات والذين يدمّرون المدن. مقاومة خصخصة العناية الصحيّة. مقاومة الهجمات ضد المسلمين والمهاجرين. مقاومة الهجمات ضد ذوي الاحتياجات. مقاومة عنف الدولة الذي تقترفه الشرطة والذي يمارس في مجمّعات السجون. مقاومة العنف الجندري، المؤسساتي والبيتي، بالذات ضد النساء السمر المتحولات جنسياً.
حقوق المرأة هي حقوق الإنسان في كل مكان على هذا الكوكب. ولذلك نقول: الحرية والعدالة لفلسطين. نحتفل بإطلاق سراح جيلسي مانينغ الوشيك. وأوسكار لوبيز ريڤيرا. لكننا نقول أيضاً: اطلقوا سراح ليونارد بيلتييه. اطلقوا سراح موميا أبو جمال. اطلقوا سراح أساتا شكور.
نحن مطالبون في الأشهر والسنين القادمة بتصعيد مطالبتنا بالعدالة الاجتماعية وبأن نكون أكثر حماسة في دفاعنا عن الجماعات المستضعفة. وعلى أولئك الذين مازالوا يدافعون عن التفوّق العنصري لأبويّة وذكوريّة الرجل الأبيض أن ينتبهوا.
إن الـ 1459 يوماً القادمة من إدارة ترامب ستكون 1459 يوماً من المقاومة. مقاومة على الأرض، مقاومة في قاعات الصفوف، مقاومة أثناء العمل، مقاومة في فنوننا وفي موسيقانا.
ليست هذه إلا البداية، وكما قالت إيلا بيكر :نحن الذين نؤمن بالحريّة. لن نستكين حتى تجئ.
شكراً"
[ترجمة سنان أنطون]