تَسندين الليلَ بأيدٍ كثيرة.
دعيهِ لقَدَره.
الصبحُ أَولى بهذا التَّعَبْ.
*
أَذِنَتْ لي سماءُ الخريف بالنِّسْيان.
كانت رُكبَتُكِ بعيدةً،
فأَوْكلتُ خدِّيْ إلى شفرات الريح.
*
بشفتيَّ رسمتُ الأرجوحةَ.
منذ ضاع الخاتَم،
صار إصبعُكِ دفتري.
*
جئتِني من المنام حافيةً.
لا شمسَ هنا ألمُّ منها جورباً،
ولا الرَّمْلُ هناك يصدُّ البحرَ عن خِفَّيْكِ.
*
أُهديَتْ لمَلاكَيْ كتفيكِ شامةٌ.
تُغْني الأيمنَ عن التدوين،
وتُعِيْنُ الأيسرَ على المحو.
*
راعي حلالِكِ في العاصفة.
موعودٌ بالأزرق منذ صيفَيْن.
ثَنِّيْها لتجفَلَ من نارهِ الذئاب.
*
أهلُكِ مَن سَيَّجوا البساتينَ بالرُّمّان.
الدمعةُ التي أقفَلتْ بابَهم،
حِبْرُ غيمةٍ ظلَّلَتْ نبيّاً.
*
كيف لمن يستضيف بَردانةً أن ينام؟
قلتُ لحمامةٍ لاذتْ بهذا السقف:
لن أعود فأخطوَ على رماد جيراني.
*
أسبِلِيْهِ. لا تُبالي بهذا الدُّوار.
اعتادت الأرض، كلما كَشَفتِ،
أن تؤنِّبنا على ما قَطفنا.
*
أنزلَتْني أدراجُ النَّغَمِ إلى قاع البحيرة.
بماذا وَعَدَ البدْرُ هذه الأحجارَ
حتّى تورَّدتْ كمخملِ أُذنيكِ؟
*
غِيْبي عن بالِ الخزّاف.
كلما مَوَّجَ خصراً تَجَعَّدَ الطينُ.
زفرَتُهُ، وهو ينقش السُّرَّةَ، جرحتْ كلَّ القوارير.
*
أرضُنا السَّهَرُ. لم نبذر غيرَ التمتمات.
لأنّ الخوف من الرَّعد يُبقيكِ على صدري،
أدَّيْتُ معهم أمسِ صلاةَ المطر.
*
يستعين الغيمُ بما نَشَرتِ في الشُّرفة،
كي تَعْذرَ الأرضُ خضوعَه للشمس.
يرتجف الحَبْلُ، قَبْلَ أن تَلُمِّي، ولو لم يَمْسَسْهُ طير.
*
كلّما لَوَّعتِ مرآةً، كسرَتها الأشباح.
الأجنحة التي استدرجتْها جُزُرُ مناماتِك،
أسَّسَ بعضُها عائلةً فوق حطام سفينة.
*
عبثاً نَفركُ الزيتونَ الذي اندسَّ تحت أظافرنا.
فوق البساط رمى البرقُ أجراسَ المدينة الخاوية.
تحسَّرتِ لأنهم لن يُخرجوا الأولادَ غداً إلى الباحة.
*
لو عَلِمَ تشرينُ رهبَتَكِ من الجراح،
ما شَقَّقَ هذه الرمّانة.
قَطَفتُها كي لا توقظكِ العصافير.
*
قلتِ: لا تَمزجِ القصيدةَ بالدَّم،
واتركنا نصغِ لقطارات المطر.
من بحَّةِ صفيرِها أيقَنّا أنّ الصُّوَرَ ضاعتْ.
*
اللاذقية-2-2017