الموت يعني كل الأشياء، يكون فيكونوا: عن حق عودة جثمان الفلسطيني/ة المسجون/ة[1]
على هذه الأرض ما يستحق الحياة،
ممكن، ربما للبعض،
لبعض آخر، بعضه فلسطيني، على هذه الأرض ما يستحق الموت.
أمّا الأكيد،
أن تحت هذه الأرض من استحق الحياة
وتحت هذه الأرض من يستحق الموت والوفاة
تحت هذه الأرض من اعتُقلوا في أربع زنازين موتى
تحت هذه الأرض من لهم ولهن كما الأحياء، حق العودة
على جسد هذه الأرض سيّدة الأرض، انحفرت علامات فرح الولادة وعلامات ألم الشّهادة
لا أقصد فلسطين، بل أقصد أمّا تنتظر ابنها ليعود لها رفات.
أمهات وأباء بانتظار عودة بناتهم وأبنائهم من أربع او ربما خمس قبور مرقمة، مبعثرة في أراضٍ فلسطينيّة احتُلّت عام 1948.
هي أم البدايات حين وضعت، وأم النهايات حين ودّعت.
ودّعت بعد أن استُعيد ابنها من قبور أرقام سكنها قسرا لعشرات السنوات
قبور سريّة مُرقَّمة اعتُقلت فيها جثامين فدائيون واستشهاديات ومناضلون ومُقاومات، فلسطينيون/ات وعربا منذ نهاية الستينات من القرن المنصرم.
منهم 7 نساء، ما يُقارب ال-7% منهم دون سن ال-18 و7% فاقوا ال-35 صيفا.
منهم أقل من 70% بقليل تراوحت أعمارهم بين 18-25 شتاءا، و17% تراوحت أعمارهم بين 26-35 خريفا و74% اعتُقِلوا بين الأعوام 1995 و2010. وفي سنة 2017 قررت اسرائيل احتجاز شهداء حماس الذين استشهدوا في هبّة السّبع فصول الأخيرة، في مقابر الأرقام.
إعتراف: محاولاتي بفهم حضور الرّقم 7 المتكرر هنا، بائت بالفشل حتى البارحة.
إدراك: البارحة أدركت أن الرقم 7 هو "غراب البين" لفلسطين.
1917-وعد بلفور، 1927-زلزال فلسطين الأكبر، قرار تقسيم 1947، نكسة1967، انتفاضة 1987 وغيرها، لننتهي ب-2017 وإعلان الرّئيس الأمريكي ترامب عن القدس الْمُحتلّة كعاصمة لدولة إسرائيل.
غضب مؤقت ومضى: ولدت في الشهر السابع من العقد السابع من القرن الْمُنصرِم.
أكثر من 300 فلسطيني وفلسطينية منفيّون ومعتقلات تحت تراب أربع وربما خمس مقابر أرقام،[2] وُثقت أسماؤهم وقصصهم على يد مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، الذي بادر إلى الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين من الفلسطينيين والعرب، والتي كانت انطلاقتها مع توجه عائلة الشهيد مشهور العاروري سنة 2008 للمركز لتقديم التماس للمحكمة العليا الاسرائيلية، مطالبين بحق عودة ابنهم واخيهم إلى قبره. طالبوا بحقه في الموت والدّفن تحت اسم وشاهد وإمكانيات لزيارة.
أكثر من 300 فلسطيني وفلسطينيّة أراد لهم ولهن المحتل والْمُستَعمِرة أن تُمحى أسماؤهم من التاريخ بحجة منع تحوُّل جنازاتهم/ن إلى مظاهرات تعظيم للشهداء وأراد احتجازها كرأس مال تستفيد منه في صفقات تبادل مستقبلية.
فالطغاة يخافون من الأغاني
الغزاة يخافون من الذكريات
يخافون من هتافات شعب لمن يصعدون إلى حتفهم
خاصّة بقرارهم وباختيارهم وبسلطتهم على أرواحهم وأجسادهن
فاعتقلوهم وحولوهم لأرقام واعترفوا مؤخّرا فقط ب119 جثمانا
اعتقلوا كل جثمان في زنزانة الموتى وقالوا أنت رقم متجاهلين ان لا قبور الأرقام باقية ولا زنازين الموت خالدة
زنزانات الموت تلك هي عبارة عن مدافن بسيطة، متراصّة بعمق 50 سم تحت الأرض، محاطة بالحجارة بدون شواهد، ومثبت فوق القبر لوحة معدنية تحمل رقماً كُتب بالفولماستر، وموزعة على أربعة فضاءات وأزمنة داخل فلسطين المحتلة رسميا عام 1948 وفعليا قبل ذلك بكثير.
لقد بدأت اسرائيل باحتجاز الجثامين منذ نهاية الستينات معتمدة على قانون الطوارئ البريطاني للعام 1945 الذي يعطي للحاكم العسكري الاسرائيلي حق التصرف بالجثمان كيفما يشاء. إن اعتقال جثامين الفلسطينيين/ات هو ممارسة غير قانونية ومخالفة للاتفاقيات الدّولية بشأن التعامل مع جثامين أسرى ومعتقلي الصراعات بين الدّول. فالمادة (130) من اتفاقية جينيف الرّابعة والمادّة (34) من البروتوكول الإضافي الأول الْمُلحق باتفاقيات جينيف، يُلزم جميع الدّول بدفن الْمُعتقلين المتوفين أو من المقتولين باحترام وبما يتناسب مع ثقافتهم ودينهم وتقديم البيانات اللازمة والمعلومات الوافية عنهم حين تسمح الظّروف بذلك وتسهيل إعادة الجثامين وما يخصّهم من امتعة شخصيّة إلى ذويهم. هذه الممارسة تُعتبر مُخالفة أيضا لقرارات المحاكم الاسرائيلية، ومنها محكمة العدل العليا "التي اعتبرت أن مبدأ الكرامة الإنسانية ينطبق على الجثامين مثلما ينطبق على الأحياء ويمتد ليشمل أسر قتلى "العدو". الفلسطيني/ة طبعا.
إن "الحملة الوطنيّة لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيليّ" التي أطلقها "مركز القدس للمساعدات القانونيّة وحقوق الإنسان" سنة 2008، هي إحدى وسائل مواجهة ومقاومة المجتمع الفلسطيني لزج الاحتلال بجثامين الشهداء في زنازين الموت. لقد تمكنت هذه الحملة من استرداد 91 جثمانًا سنة 2012، واستُرِدّ 30 جثمانًا في العام 2014 على الرغم من ان المركز نجح بانتزاع قرار يحرر ثمانية وثلاثون جثمانا. وتجري المفاوضات حاليا عن 119 جثمانا اعترفت إسرائيل بوجودها وبمسؤوليتها عنها.
"أول الغيث قطرةـ اليوم مشهور وغدا فادي" هذا ما قالته أم فادي المعتقل في مقابر الأرقام، يوم استقبلت مع الجماهير الغفيرة جثمان مشهور العاروري يوم تحريره. يوم عاد ليستطيع أن يموت.
فمثل مشهور تحت هذه الأرض من يستحق الموت والوفاة مثلما استحق الحياة يوما ما.
لقد كان مشهور العاروري أول المحررين. كان أول الغيث
ولد في قرية عارورة شمال غرب رام الله عام 1956، كان عضوا في قيادة قوات الداخل التابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين عام 1973 وقام بعدة عمليات ضد قوات الاحتلال، قاد عملية لينا النابلسي واستشهد في "معركة الجفتلك" بتاريخ 18 أيار 1976 وبقي جثمانه محتجزا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مقابر الأرقام.
أعود ونعود بذاكرتنا إلى لينا النابلسي وإلى قتلها وإعدامها. نعود إلى جمال روحها، إلى قوتها وقيادتها.
نُدندن تلقائيّا بصوتنا النّشاز لينا كانت طفلة صغيرة تصنع غدها....لينا سقطت ولكن دمها كان يغنّي
فتحضر للذاكرة دلال. دلال المغربي التي هي أيضا مُعتقلة في مقابر الأرقام منذ العام 1978. لقد ادعت اسرائيل بأنها أعادت دلال الْمُغربي في صفقة التبادل مع حزب الله سنة 2008 ليتبين لاحقا من فحص الحمض النووي انها ليست هي.
يوما ما، رُبّما، سيكون لدلال كما مشهور وغيره ممن عادوا، عمرين: عمر حياة وعمر موت.
لقد نوه باسم خلة، من نسق حملة استعادة الجثامين سنة 2008 إلى حقيقة انه بفعل العوامل الطبيعية من أمطار ورياح واهتزازات في التربة تنجرف عظام بعض الشهداء وتختلط مثلما حصل مع مشهور العاروري فقال: "في الفحص الاول للحمض النووي لم يطابق العائلة والسبب ان عظامه كانت مختلطة مع عظام الشهيدين أحمد زغارنة وحافظ أبو زنط." شريكاه في عمليّة لينا، وشريكاه في زنزانة الموت أيضا.
حافظ محمد أبو زنط
أمّه أيضا انتظرت. الحاجة حفيظة أبو زنط أم من أمهات البدايات وأمهات النهايات. ابنها حافظ محمد حسين أبو زنط الذي استشهد برفقة مشهور بنفس العملية بتاريخ 18 أيار 1976 وتم تسليم جثمانه بتاريخ 9 أكتوبر 2011، أي بعد 35 سنة، شُيع بمشاركة الألاف وحظي بقبلة والده على جبين هيكله. أذكر أنّني لم اغفو قبل معرفة هوية الأب والابن حين رأيت تلك الصورة. صورة بألف ألف كتاب وشعر وبحث ونثر. إبحثوا عنها تجدوها.
أمّا انا فأستمر بالبحث عما حل بجثمان رفيق مشهور وحافظ لعملية لينا، خالد أبو زياد من يافا، اسمه أحمد سلمان مغنّم الزّغارنة ومعروف باسم خالد أبو زياد.
تبع تحرير مشهور وحافظ غيث ال91 رفات شهداء حُرِّروا في 31 أيار 2012. كان معهم أحمد (خالد) سجلته إسرائيل على أنه من غزّة مع انه من سكان الخليل وأصلا من يافا. جمعت هوية أحمد الثلاث سياقات الجيوسياسية الفلسطينية: الضفة، غزة والداخل. أُبعد جثمان الزغارنة إلى غزّة. أبعد ونُفي للمرّة الثانية في موته على الرغم من أن عائلته في الخليل. خالد الزّغارنة كالمئات تحت الأرض هم قصص التهجير والنّفي والشّتات والتّقسيم. هم أرشيفنا الْمُغيَّب والمدفون.
من بين ال91 رفات كانوا شهداء "عمليّة سافوي" سنة 1975 التي جاءت ردا على اغتيال قادة فلسطينيين في عملية الفردان في بيروت عام 1973 والتي كانت انتقامية بعد قتل ال11 رياضيا إسرائليا في ميونيخ أربعة أشهر بعد اغتيال الموساد الإسرائيلي لغسّان كنفاني في بيروت. مُسلسل.
أقرأ اكتب وأستحضر لذاكرتي ما قرأت عن عملية ميونيخ، وعمليّة سافوي لأستوعب لمن تعود تلك الرفات. من سكن في هذا الجسد؟ في أي تاريخ دُفن تحت الأرض، فأتذَكّر غسان كنفاني وما كتبه له محمود درويش: "ويا صديقي غسان! لا أحد يحيا لنفسه كما يشاء ولكننا نراك في كل مكان...تحيا فينا ولنا وأنت لا تدري، ولا تعلم."
أبحث ونبحث عن ذوات الرفات، عن هويتها. إعادتها، أعادتها إلى خانة الْمُعرَّف والشخص بعدما كان رقما وغرضا لحفر السيادة والاستعمار. من هم ال-91 رفات؟ هم وهن:
عبد الكريم، عبد الرحيم، عبد الله وليد ابراهيم، نسيم نبيل امين
اسم، باسل، كامل، عادل، نائل،
رائد، سائر، عامر، خالد، حافظ،
سامي، فادي، رامز، هاني، هنادي،
فؤاد، ذياب، جهاد، إيهاب، عماد،
مجدي، لطفي، رمزي، حسني،
رفيق، ربيع، خميس، انيس،
اسلام، سرحان،
زينب، زيد،
محمد، محمود، احمد، أمجد، علي، عز، بكر،
عبد المعطي، عبد الناصر،
سلوى، هبة، حسن، مؤمن، عمار، يوسف.....
بعد ان جمعهم الموت الأوّل في المقابر الإسرائيليّة فرقهم الموت الثاني في المقابر الفلسطينيّة: فمنهم 12 حُملوا إلى غزّة، 6 إلى طولكرم، 10 إلى رام الله، 27 إلى نابلس، 2 إلى طوباس، 2 إلى بيت لحم، 1 إلى قلقيلية وغير ذلك من المدن والقرى
لكل منهم/ن قصّة: قصة حياة وقصّة موت، عمر حياة وعمر موت، وجود كحي ووجود كميت مُنتظَر، عاد .
هبة ضراغمة من قرية طوباس وهي من قامت بعملية العفولة بتاريخ 19 أيار 2003 وأعيد جثمانها منتصف العام 2014. بلغت حينها 19 عاما وكانت طالبة في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة القدس. أنا ونحن نستعيد بذاكرتنا هذا اليوم أو على الأقل ما سبقه وتبعه من أيام. نحاول الان تذكر عملية العفولة.
كنت حينها أسكن القدس في ضاحية البريد واعمل في العيسويّة، أعبر حاجزا عسكريّا كان اسمه حاجز الرام ذهابا وإيابا كل يوم، وحامل في شهري الثامن وجل خوفي كان ماذا سيحل بي يوم الولادة وكيف سيكون عبوري للحاجز؟ ولدت بعد مشاهدة فيلم Good by Lenin في إحدى دور السينما في القدس الغربيّة الْمُحتلّة ولم أحتج عبور حاجز.
والد سامر حماد حفر قبره بعد قتله واعتقال جثمانه مباشرة منتظرا عودته. انتظره بجانب قبره المحفور لسنوات، والدته لم تتخيل انه سيعود إليها بتابوت فقالت بمقابلة تلفزيونيّة: "عازز علي، فرحانة وزعلانة بنفس الوقت."
كثر من الأهالي حفروا القبور الثانية وانتظروا.
ما أشد سعادة المرء حين لا يودع أحدا ولا ينتظر أحدا وتشتدّ تعاسته حين ينتظر احدا لا يستطيع أن يودعه فيسعد لوداعه بعد سنوات انتظار.
زينب عيسى ابو سالم 18 عاما, كان اسمها 5117 لمدة ثماني سنوات. زينب عاشت 18 سنة حية وعاشت ثماني سنوات ميّتة. لها عمرين ولها اسم ورقم.
عودة الجثامين هي عودة في الذاكرة للحدث. أنا أذكر جيّدا وجه زينب لأنني رأيت رأسها المنفصل عن جسدها بعد العملية حين استطاع مصورا التقاطها. أحاول أن أتذكر مشواري للعمل في العيسوية في هذا اليوم، ترفض ذاكرتي العودة لأن رأسها المقتطع عن جسدها ووجهها المتجمّد نسف تفاصيلي التافهة.
مجدي خنفر في نفس يوم ميلاده تحرر جثمانه وعاد ليُدفن في سيلة الظهر قضاء جنين.
مجدي كان حيًّا. قُتل بيد القوات الإسرائيليّة سنة 2002 في مواجهات لإطلاق النار قَتَل خلالها شرطيّ حدودٍ إسرائيليّا. شُرِّح في المعهد الوطنيّ للطبّ العدليّ الإسرائيليّ. ربّما سُرقت من جسده أعضاء تُنقذ إسرائيليّين دُفن في زنزانة الموتى حتّى 19.1.2014؛ أي اثني عشر عامًا. عمره ميتا عشر عاما. عاد فأُحْيِيَ استشهاده واستقبله الآلاف كشهيد في مقبرة مع شاهدٍ عليه اسمه وإمكانيات زيارة. انتقل مجدي كما غيره من رقم إلى اسم، من شيء إلى ذات، من نكرة إلى بطل، من فلسطينيّ "لا يستحقّ الحزن على موته" إلى فلسطينيّ "شهيد يحزن عليه شعب"، تغيّرت مواقعه السياسيّة والاجتماعيّة بتغيُّر الأرض التي تحتضن جثمانه وبتغيّر دافنيه، وكلاء موته.
عادوا وربّما ردّدوا: كُلما مِتُّ انتبهت، وُلدت ثانية وعُدتُ مِن الغياب إلى الغياب.
هنالك حوالي 300 فلسطيني/ة لم يعودوا من الغياب ليبقوا في الحضور، غيابهم/ن حضور. حين يحضروا سيغيبوا.
الشهيد أنيس دولة مثلا، توفي في سجن عسقلان سنة 1980 إثر تدهور في حالته الصحيّة بعد ان اعتقل خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي وحكم عليه بالسجن المؤبد سنة 1968. بعد ان توفي مر جثمانه بتشريح في معهد الطب العدلي الإسرائيلي ودفن في مقابر الأرقام. سنة 2013 أعلمت المحكمة العليا الإسرائيلية لمركز القدس للمساعدة القانونية عن فقدان جثمان أنيس.
لن يقول أنيس أو غيره من أسرى المقابر، الموت لا يعني لنا شيئا يكون فلا نكون
حتما، بالنسبة لهم، الموت يعني كل الأشياء، يكون فيكونوا.
لربما يقولون للموت: أيها الموت انتظرنا خارج الأرض.
ويسألوننا: هل بِتّم ترون ما تريدون من الموت؟
يسألوننا: هل ستتركون جثمان الشهيد وحيدا؟
القول الأخير، تقول الأم: أشهد أن حضورك جثمانا موت وغيابك رقما موتان. فيرد عليها: اخجل من دمعِك. تُطبطب على روحه قائلة: بني، لا تعتذر عمّا فعلت. فيقول: أماه، متنا كي يحيا الوطن، ولكن يبدو أننا في سجننا المسجون خارج الزمن متنا كي يحيا الوطن وبقي من بعدنا التراب والعفن فنحن الوطن، أنت وأبي الوطن. نحن خير مثال على كيف يموت ميت وكيف يحيا ويموت من اندفن. متنا كي يحيى الوطن وتركنا من ورائنا التراب والعفن فلا عشنا ولا عاش الوطن.[3]
هوامش:
[1] هذه الورقة هي تحوير لمداخلة طُرحت ضمن فعاليات بيانالي الشارقة في مركز خليل السكاكيني-رام الله، آب 2017. المداخلة تدمج بين نصوص شعرية للشاعرين محمود درويش وأحمد مطر وبين قصص ومعلومات عن مقابر الأرقام السرية التي تدفن فيها إسرائيل جثامين فلسطينيين/ات منذ الستينات. الأبيات المقتبسة سواء كما وردت في النص الأصلي أو بتصرف، أُبرِز خطها.
[2] للاستزادة حول قضيّة وتفاصيل مقابر الأرقام السريّة، أنظر/ي: ظاهر-ناشف، سهاد (2016). الاعتقال الإداري للجثامين الفلسطينيّة: تعليق الموت وتجميده. مجلّة الدراسات الفلسطينيّة، العدد 107: 19-36.
[3] بتصرّف عن الشّاعرين محمود درويش وأحمد مطر.