[ هذه المادة جزء من ملف خاص تنشره "جدلية" بالتعاون مع "صالون سوريا" تحت عنوان:سوريا: الوضع الحالي وآفاق المستقبل: ملف خاص. للإطلاع على بقية مواد الملف اضغط/ي هنا]
-I-
برأيي إنها ثورة قامت دون اكتمال نضوجها وجاهزيتها وهذا ما حوّل الوضع إلى استنزاف طويل الأمد ولكن التخاذل الدولي واللامبالاة ساهمتا في بقاء الحال الذي نراه بسورية.
لا أرى أي أفق واضح المعالم أبداً، بل أخشى أن تصبح حالة العراق مثالاً ونموذجاً. لقد دفع الشعب السوري ثمنا كبيراً من القتل والدمار والتهجير والمنافي هروباً منجحيم القتال والموت الهمجي والمنظم الذي يجري هناك. إنه تطهير البلاد من كل من ينادي بالحرية والكرامة.
لا أنفي أسوأ الأدوار هناك وهو الدور الإيراني وعوالقه، إلا أن الدور الروسي المفضوح والذي ينفذ مهمة أمريكية بالوكالة دور واضح ومعروف، وهناك من طرفآخر التخاذل والتدخل السلبي العربي، كل ذلك مؤشر كارثي لمستقبل سيء للبلاد.
-II-
إن الحل هو الوحدة الوطنية، وهذا يتمثل على الأرض بتمثيل أطياف الشعب في إدارة للبلاد تزيح القيادة الحالية وتبدأ بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة، لا يمكن الحلبوجود من يقف بالحكم الآن والمسؤول الأول عن جر البلد إلى هذه الهاوية.
أما قوى الظلام الأخرى ما أن تنقطع أسباب تغذيتها حتى تبدأ بالزوال وهذا مع عمل كبير على اجتثاثها.
-III-
أتمنى أن يكون هناك استقرار في المدى المنظور، لكن أرى أن البلاد ستبقى تمر بأطوار معقدة وصيغ غريبة في القتال والمعارك، وإن تداعى جزء كبير منها منطرف المعارضة الآن إن السطوة والجبروت الروسيين سيعملان على مزيد من القتل والتفظيع لوأد كل من يخالفهم مع موافقة ضمنية غربية أو عدم اكتراث.
أظن أنه لو توفرت رغبة وإرادة أمريكية لوضع حل في سورية سيحصل ذلك، لكن ليست هناك رؤية واضحة أو ربما رغبة أو اهتمام في ذلك. وأيضا لا أرى تعارضاًفي الدورين الروسي والأمريكي بل هي أدوار مقسمة، وأكرر أنني أخشى من تكرار تجربة العراق وبالتالي فكرة التقسيم ستكون واقعاً، فالكرد سيقتطعون جزءاً منسورية بمباركة أمريكية. إن تجربتهم بالعراق تنم عن انتهازية، وليست المسألة مسألة حرية و ديمقراطية، كل ذلك مسرحية لتمزيق البلاد.
لست ممن يعتقدون بنظرية المؤامرة لكن هناك مؤشرات كبيرة على توافق أمريكي كردي وبالتالي إسرائيلي ولو إلى حين.
-IV-
ربما يلعب المثقفون في الغرب ويمارسون دوراً في التوعية حول معاناة السوريين. وقد شهدت وساهمت في أماكن كثيرة في الغرب شخصياً وخصوصا في ألمانيا فيأنشطة كثيرة لشرح معاناة الشعب و مشاكل الهجرة وفكرة المواطنة والمشاركة، وآخرها كان في kuntlerforum bonn حيث قمت بعمل جداري كبير عنالاندماج والتفاهم في المجتمعات الجديدة والخلافات الثقافية والاجتماعية، كل ذلك أراه مهماً لكن على صعيد السوريين أنفسهم يجب أن يكون الجهد أكبر لأن الهوة كبيرة وهناك مسألة الدم والخسارات الكبيرة من جهة والخلافات الفكرية والدينية والثقافية تعمقت من هنا يجب القيام بعمل كبير على إعادة اللحمة بين أطياف الشعب.