ورقة خضراء
قبل أن أنقل حياتي البسيطة إلى هذا الزمان،
لم تكن أحلامي لترتفع
أعلى من سماء،
تغطي دالية عنب،
حيث الحكمة في متناول كل حي
*
كان يكفيني أن ألمس ورقة خضراء
حتى أرى...
أيِّلٌ يكثّف المشهد
أنت من بلاد
حربُها مثل عليّق،
بحرُها لزوجةُ أنفاسٍ،
والحزن فيها يتخثّر،
رغم أن جمالها بداهة الهواء…
*
في بلادنا أنتَ أيِّلٌ يكثّف المشهد
مهما كنتَ بعيداً؛
فإنْ لم يذكرْكَ الموتُ في صُحُفِهِ،
قتلك حبٌّ كثيف...
أريد أن أجوع إلى الفرح…
حبّ في الثامنة عشرة،
ضاع مثل صُدْفَة...
حب في العشرين،
وآخر في الثلاثين،
حب مثل سنبلة داعبتها الريح...
*
حب بأزهار صغيرة،
أتمعّن في بتلاتها النافرة
من جدار عتيق،
حب مثل أغنية بدفء الحليب،
حب مثل ينبوع غض...
*
إلهي
أريد أن أجوع إلى الفرح،
أريد أنْ أقبض على روح اللحظة،
ثم أسلّم الأمانة للرياح…
في القوارب ثقوب
البحيرة التي كنتَ تحبّ،
تجمدتْ في عينيّ،
لا أريد للزجاج أن ينكسر.
*
في القوارب ثقوب؛
ألتقط أنفاسي وأصعد.
*
وجهي الصغير:
وحدها أمي
تراه.
*
أيتها السماء
ارفعيني إلى حضنك اليوم؛
غداً حين أكبر،
سأضمك بين ذراعيّ.
*
دعني أنعم بصمت الغيب؛
إنني أواجه موتي بامتنان.
صَدَفَة خرساء على شكل امرأة
مطر الشمال،
من سقف العالم،
يسرق جنونه،
ثم يندفع على كلّي.
وأنا صَدَفَة خرساء،
على شكل امرأة
منذورة لرصيف ومقهى.
رمل البحر يقبّل قدميّ
بينما أصرخ مع طيور النورس:
مظلتي مع الريح
ولا حقيبة تجفف صوتي من مائه.
كمشة زبيب
اللؤلؤ المتورّط أسفلَ أذنيّ
سمع غنائي طول الطريق
بكى معي
ثم انهمر.
*
كانت عندي شجرة،
مثلي خلعت أحلامها
ونامت.
*
لاهثة دائماً حين عودتي
هذه المرة أيضاً
ضيّعتُ اليابسة.
*
تلك ثياب مرهقة
ترتمى هنا وهناك
وتلك امرأة واقفة تحت ماء اليقين.
*
بعد أن لملمتُ الحياة بين يديّ
قررت أن أعوم فيها على مهل.
*
قبل أن يهرب بعينيه
وضع كمشة من الزبيب في يدي
ثم ارتعش كغيمة.
*
أيها الأبطال المجانين
ألم يتعبكم صمت الغابة الموحش؟