[ هذه المساهمة الشعرية ضمن ملف خاص حول الشعر الليبي. انقر/ي هنا للاطلاع على جميع مواد الملف]
الفتيات الصغيرات
يملأن الفراغ
بحكايات قديمة
عن آباء ذهبوا إلى الحرب
وأمهات يصنعن الفرح.
الفتاة الصغيرة
مع الدمية الوحيدة
تتأمل بكاء الضيوف
عن آباء ذهبوا إلى الحرب.
****
في الخمسين
تصبحين امرأة أخرى
تثرثرين مع صديقات وحيدات
عن الروماتيزم الذي أتعب الركبتين
النوم المتقطع
العشاق الافتراضيين
والحب في أفلام الأبيض والأسود.
تواصلين الغناء
" أنا عندي حنين"
تشبهك قصائد أنا أخماتوفا
وقصة حياتها المحزنة.
ستهتمين أكثر بنعومة يديك
طلاء الأظافر
خلطات شد البشرة
وصفات الوزن المثالي.
في سن الخمسين
تراقبين
نفسك كحكاية مملة.
****
المرأة الواقفة أمام المرآة
لاحظت
أنها كبرت جداً
وما تتمناه أن يفتقدها من أحبت.
ستخبر الصغيرات
أن الحب ليس ما يكتب في سيناريوهات الأفلام.
تتأمل وجوه الفنانات على شاشة التلفزيون
المحقونة بالبوتكس والفيلر
يعجبها غرامهن بالحياة.
في المساء
تكتب رسائل طويلة
عن نباتات مدخل البيت التي ذبلت
الملابس التي تنساها على حبل الغسيل لأسابيع
والوقت الذي تقضيه في تلميع الغبار عن صورتها القديمة.
ستتبع نصيحة إحدى الصديقات بأكل الشوكولاتة
"لأنها تبعث على السعادة وتحسن المزاج"
وقبل أن تذهب للنوم
تردد أغنيتها المفضلة لصباح" أحس قد أيه وحيدة".
****
في نورها الثلاثين
صادقت
قمراً وطائرة ورقية.
****
عازف البيانو
يقسم الترانيم
إلى: حقول وفراشات
ورتابة ومقاهي نت
ومستشفيات ومشاعر
وتخفيضات هائلة.
عازف البيانو
بنظارته العتيقة
التهم أصابعه.
***
وقت القيلولة
بوسعك
إغماض عينيك
ليتشكل مشهد:
ربطة العنق المدعوكة
الوجوه المعطلة
في سيارات الأجرة
حقائب النساء الأنيقة
المهمومة بحمولتها
غرف الدردشة المكتظة
بذوات ملونة
كراسي
صالات العرض المائلة
ومسائل أخرى.
***
هذه الغرفة الصغير
الجدران المزدحمة بصوري
السرير
الشرشف البرتقالي
طاولة الزينة البليدة
مرآتها
فاجأت فراغي.
***
بعينين مفتوحتين
يضيء إيقاعاً جديداً
عندما
انكفأت كل الأضواء
التشيلو المنهك
أغمض يديه
وأدار ظهره.
[خلود الفلاح شاعرة ليبية. انقر/ي هنا لقراءة المزيد عنها.]