[ هذه المساهمة الشعرية ضمن ملف خاص حول الشعر الليبي. انقر/ي هنا للاطلاع على جميع مواد الملف]
كأي يوم مهمل
" كلب عجوز ينبح لتقديم نصيحة "
هكذا ..
أشير تحديداً إلى الجهة المتسخة بالبلغم وطبقات النيكوتين
النافذة المكسورة في قلبي
إلى شرفات طرابلس وهي تختنق بسحب الدخان
المتصاعدة من خزانات النفط التي دمرتها القذائف.
هكذا : كلب عجوز في غرفة نازحة
بطريقة صبورة يكتب : ثلاث نملات تعبر كتاباً
حيث لن تكون سيرة الجندي متسامحة أبداً
طالما أفكر في الكلمات كمعركة ضارية بين قبائل شرسة
وأيضا، يا للمفارقة : كطوق نجاة لهزيمة السرطان.
لهذا
أنا عاشق سيء
وشاعر مخل بتعاليم جنرالات العروض
ومتفائل جداً، ليس بإزاحة التخلّف عن كاهل المخيلة
فقط لأن الشاعر، لا الجندي :
من سيغافل الموت المتربص باللغات
ليعود أخيراً من ميدان الشهداء بباقة ورد
وحكاية تمجّد صانع الفخّار وهو يبتكر بيوتا آمنة لرعايا الفراغ
لأن الماء دونما جرّة متقنة، وحش أعمى
يهب الطين جسد أنثى بخاصرة رقراقة، وعنقا يُسافر، ويدين رحيمتين
أعني صانع الفخار، المنسي في ضجيج الحرب .
لأن الماء أيضا صنو النار
يكون حيواناً ضارياً وحقوداً
إذا تركنا عرائش العنب تجفّ وحيدة،
هكذا
كلما أضفنا مشنقة، نخسر شجرة
كلما أقمنا سجنا، تختفي حديقة
وهكذا
كأي يوم مهمل
" كلب عجوز ينبح لتقديم نصيحة " .
[مفتاح العماري شاعر ليبي. انقر/ي هنا لقراءة المزيد عنه.]
*العنوان : مثل صيني قديم .