[ هذه المساهمة الشعرية ضمن ملف خاص حول الشعر الليبي. انقر/ي هنا للاطلاع على جميع مواد الملف]
(مزيفة هي النار التي تأكل نفسها ولا تضيء)
" مفتاح العماري "
***
أنا في الحبّ
كطفلٍ لا يستلذّ عذوبته،
تماماً كما غنت أمي
في عرس:
" قدح الصوب مالي فيه
حتى وين نملاه ينكفي " *
أنا هو أمير شقائه،
مقتفياً حماقة اغتصابي
متوجاً بالذي لا يأتي
ومجهول أرتقه.
عندما تظللني
غمامة عاقر، ذلك
أن وتراً يحاكم
متهماً بتهريب
نغمة ممنوعة.
هناك في أعلى الجبل قبسٌ
وهنا زهرةٌ وقاطف
وتوهج... كبرتقالة نذيرة.
من نثرَ في رحمي
تلك البذور
تحيا عندما تحترق.
تعلمت أبجدية نفسي
فقرأت الآخرين.
الفقراء
ينظرون بأبصار شاخصة
لكنهم لا يرونني.
الأغنياء
هم الذين اصطادتني حبائلهم.
تغرب الشمس
لتلدني...
وتشرق...
لتحتفي بي
أسعد حين تسترجع
أرضي دمعة شربها الرمل
... يأتيني صاخباً
كالموج
وأستقبله صامتاً
كالصخر ...
كم تمنيتُ
أن نموت عناقاً
كموجة وصخرة.
دائماً
أفترض أفراحاً
لكنها تتلون بحزني.
لا يواري سوءتي
سوى سوءتي
وأم تُطرّق بي.
قالوا: تشرنق
قلت: عقباها جمال ورف...
للذين مروا بي وهم يتغامزون
حسْبَ الشمس
أنها تخلق الظل.
أنوء بالضياء
وأنا ظلمات
بعضها فوق بعض.
لي جناح
سلالته خواتيم البدايات
يسعفني كلما رأت أذني رسوم المؤامرة.
لي نار
تخلف ناراً
وماء
يبلل الظل.
أرى بالبصر
وأرى بالبصيرة
قرني حلزونة
وحدقتي نسر.
جثة أحلامي
تلهث وراء النازلين من السماء
المستظلين بهجيرهم الوارف.
علكة فقدت حلاوتها في فم طفل
حتى بعد انسكاب مطره
وانقشاع غيمه يبرق،
يتلمض ما بقي
إنه، يرجع القهقرى ليتقدم،
كسهم
غريب هذا الطائر
حقوله بيضاء
وطعامه بلون أيامه
مع كل إشراقة
تضع الشمس وليداً
لكنه يشيخ في نفس اليوم
الشجر ذاكرة الخريف
والسقوط هاتف
ما أسخف الشمس
إنها تكشف عورة الليل
لو لم يكن الغمام
ابن الأرض
لما بكاها
ذات يوم
غسل النهر جسده فتكدر
مرة حاولت أن أستمسك
فملأني فراغ الأسئلة.
كلما أردت الغموض
تخيلت نفسي زهرة ...
ملهمتي
لا طاعة لا عصيان لا تمرد،
حتى الآن لا أدري لماذا انبهرت وقلت:
"جنيةٌ أم أنتِ رفُ ملاكِ"
حتى في الأساطير
فتشت عن امرأة
تكتشف كنوز أعماقي.
ليس عدلاً أن أترع بالحب
سأهبه إلى العناكب
أو أرجعه إلى بيت ماله الوردة.
كانت الفراشة والزهرة شيئاً واحداً
فاحتفظت الفراشة بالخفقان
واحتفظت الزهرة بالعبير.
كلاهما أدرك
أنه من تشبه تشوه.
يا الطاهر
ما أشهاك
وأنت تفتض عذراوات اللغة.
أأنت
من ينتعل البروق
ويزم الخيال
لأؤوب
وأمحو ذنبي.
عقدت قراني عليها
الكلمة
لو أن لي
من عسل القمر ملعقة
لشفيت.
[مهدي التمامي شاعر ليبي. انقر/ي هنا لقراءة المزيد عنه.]