[يسرّ "جدليّة" أن تقدّم للقراء ملفاً جديداً يعرف بعدد من الشعراء الأكراد الذين يكتبون بالعربية. سننشر مواد هذا الملف بالتسلسل على مدار الأيام القادمة وسنفعّل الروابط أدناه حال نشر كل مادة. اضغط/ي هنا للإطلاع على جميع مواد الملف]
لا شك إن إعداد ملف عن الشعراء الكرد الذين يكتبون بالعربية ليس باﻷمر السهل وذلك من ناحيتين:
أولا، يصعب على أي معد لمثل هذا النوع من الملفات أن يشمل جميع الكرد الذين يكتبون الشعر باللغة العربية.وكل من سبق وأعد ملفا بهذا الشأن تعرض لانتقادات واسعة وقاسية من قبل شعراء لم ترد أسماؤهم ضمن ما قام الكاتب بإعداده ولذلك فإني أعتذر مقدماً عن عدم شمولية الملف.
ثانيا، إشكالية الهوية والانتماء: هذا الملف يضم أسماء عدد من الشعراء الكرد الذين يكتبون باللغة العربية وأغلبهم من كرد سوريا والبعض منهم يكتب باللغتين العربية والكردية، ولكن هل يجوز تصنيف ما يكتبونه ضمن اﻷدب الكردي ؟ لا اعتقد أن الموضوع بهذه البساطة فثمة آراء متعددة ومختلفة تناقش محددات هوية أدب ما وفي الحقيقة فإن هذا الموضوع مثير للجدل والنقاش وبحاجة إلى الدراسة والبحث كونه موضوع قديم – جديد فهناك الكثير من المؤلفات الأدبية بقلم مؤلفين ذوي أصول كردية وهذه ظاهرة تاريخية ومستمرة حتى يومنا هذا ويبدو أنها ستستمر في قادمات اﻷيام بسبب الروابط المشتركة الكثيرة بين الكرد والعرب لعل أهمها الرابط الديني والجغرافي والتاريخي والحضاري.
باعتقادي إن كتابة الشعر بلغة أخرى استحقاق إضافي في اثبات الذات والانتماء للهوية القومية.من خلال لغة أخرى يستطيع الكاتب تقديم ذاته القومية في فضاءات معرفية وانسانية أوسع ومثالنا على ذلك من العصر الحديث الكاتب الشهير سليم بركات الذي كتب الروح الكردية بفنية عالية وحساسية مترفة ولكن بعربية باذخة نالت إعجاب أعاظم الشعراء والكتاب العرب قبل سواهم.ومثل بركات ثمة كثير من اﻷسماء والقامات الشعرية واﻷدبية الكردية التي أنتجت بالعربية إنتاجا ليس من السهل تجاوزه أو إنكار أثره.
ولكن في نهاية المطاف لا ينجو هؤلاء الشعراء من قلق الهوية وتذبذب الانتماء : هم كرد من حيث العرق والهوية القومية لكنهم يكتبون باللغة العربية، وهذه الثنائية كثيرا ما تواجه بحالة من الرفض المجتمعي خاصة من قبل العاملين في الحقل الادبي الكردي باللغة الكردية.
يحتوي هذا الملف على مجموعة من قصائد للشعراء الكرد الذين يكتبون بالعربية ويضم الملف تعريفا مختصراً بكل شاعر يوضح مكان ولادته وعنوانين وتواريخ كتبه الصادرة.
وقصائد هؤلاء الشعراء الكرد مكتوبة باللغة العربية . ولقد تنوعت اختياراتي من حيث الأجيال وتعدد المدارس والأنماط الفنية؛ فنجد قسم من قصائد تفعيلة وقسم منها قصائد نثرية. هناك تنوع جغرافي في، اختياري للشعراء . حيث شمل الملف كافة الجغرافيا السورية تقريباً. قامشلي، عامودا، حسكة، حلب , عفرين و دمشق. في هذه الباقة المختارة من قصائد حاولت تسليط الضوء على النتاج التجارب المكتوبة في خمسة وعشرين السنة الأخيرة ومعظم أصحاب هذه التجارب يعيشون في دول القارة الأوروبية وبعض منهم ترجمت قصائده إلى عدة لغات. ومن خلال تلك الترجمات استطاعوا تجاوز أسوار المحلية والانطلاق إلى آفاق رحبة جديدة .
في جميع القصائد المندرجة ضمن الملف نتلمس في قراءتها موجات عالية من الشحنات العاطفية هذا بالإضافة إلى شذرات فكرية وتاريخية تظهر في نسيج قصائد أخرى مجسدة جماليات الشعر وأدواته ؛ وتتسم معظم القصائد. بنبرة احتجاجية ضد الجور وتتوق إلى آفاق رحبة في حياة الشعب الكردي الذي يتوق إلى الجمال والعشق والحرية.