يؤكّد المفكر مارسيلو سڤيرسكي –المولود في بيونس آيرس، والمتخصص في الدراسات الدولية في مدرسة الإنسانيات والبحث الإجتماعي-، أنّه "ليس هناك حل سياسي مطروح في الوقت الراهن يمكنه أن يوفّر الماهيّة الثقافية اللازمة لإحداث تحوُّلٍ على أساليب بقاء دولة إسرائيل وسبُل الحياة فيها". مؤكدًا أنه "يجب أن يدرك الإسرائيليون اليهود أن إسرائيل تجبرهم على شكل وجود غير محتمل. يجب أن يدركوا أن طرق الحياة الموصوفة كإسرائيلية تحطم حياتهم عبثًا، في الوقت الذي يدركون أن الأمر انتهى، نكون كلنا قد تحررنا من مشكلة تثبيت النظام المضاد للحياة الذي يُدعى إسرائيل".
جاء هذا الطرح الجريء في كتاب "ما بعد إسرائيل – نحو تحوّل ثقافي"، الذي نقله إلى العربية هذا العام، المترجم سمير عزت نصار وقام بمراجعته حسام موصللي، والصادر حديثًا عن "منشورات المتوسط" بميلانو، رغم أن سڤيرسكي أصدره في 2014 في لندن عن دار "زيد بوك" العريقة.
يُناقش "سڤيرسكي" في الكتاب (285 صفحة من القطع الوسط)، على نحوٍ مثير للجدل، فكرة المشروع السياسي الصهيوني في فلسطين، مستندًا إلى ممارسات المؤسسات الصهيونية، وكيفية سيطرتها على المجتمع الإسرائيلي، والتربية العنصرية التي تنمي آلة الحقد الصهيوني، تجاه المجتمع الفلسطيني. مبينًا من خلال حديثه عن الحياة اليومية التي تشكل "الروح والمادة"، ممارسة أعمال الاضطهاد اليومية، التي تعتمدها المؤسسات الصهيونية، للحفاظ على المجتمع الإسرائيلي، والتي لخصها بأربع نقاط هي: "المُتنَزَّه، المدرّس، الوالد، الناخب"، منطلقًا في دراستهم من البوابة السوسيولوجية لعملية الإخضاع، أي "نوع الرعية التي تدرّبوا على أن يصبحوا عليها".
وفي هذا السياق يشير صاحب "النشاط العربي اليهودي في إسرائيل- فلسطين"، إلى أن فكرة هذا المشروع غير قابلة للإصلاح؛ أي أنّه الوحيد الذي يؤثّر سلبًا على حياة المستفيدين منه كما على ضحاياه أيضًا.
بالمقابل يهدف الكتاب إلى إحداث موقف معاكس، يسمح لليهود الإسرائيليين باكتشاف الآلية التي تمكنهم من تجريد أنفسهم من الهويات الصهيونية وذلك من خلال الانخراط بالأفكار والممارسات والمؤسسات المنشقّة عن تلك الهويات.
ولعل من أبرز أهداف "سڤيرسكي" في بحثه المعمق هذا هو إحداث موقف معاكس، يسمح لليهود الإسرائيليين باكتشاف الآلية التي تمكنهم من تجريد أنفسهم من الهويات الصهيونية.
عن تاريخ النشأة وحتميّة الزوال ..
كتب "سڤيرسكي" في الصفحات الأولى من الكتاب تحت عنوان "بيان" أن إسرائيل "كانت فكرة سيئة منذ بدايتها. في الوقت الذي تم فيه تجاهل حياة اليهود المندمجين جيدًا في المجتمعات المسلمة تجاهلًا كاملًا، من قِبل الصهاينة الأوروبيين، تحطّمت النوايا الطيبة لتأمين وطن في فلسطين لليهود المضطهدين، بضربة واحدة، في اللحظة التي فرضت الصهيونية طرد الفلسطينيين من وطن أجدادهم. مؤكدًا أن "وطنًا وطنًا قوميًا يُؤسَّس بدلًا من وطن قومي آخر، يكون –دائمًا- فكرة سيئة. بعد قرن من نزع ملكية وحروب، دفعت سياسات وطرق حياة إسرائيلة المنطقة إلى عدم استقرار وجودي".
ويبين المؤلف في تقديمه لهذا البحث الذي عمل عليه حوالي سنتين، أن "الاضطهاد في إسرائيل، ماضيًا وحاضرًا، حالة وثيقة الصلة بالموضوع"، من حيث إنها تدل على الطرق التي تلون بها "صناعة المعرفة الأكاديمية الأساسية الحديثة التي تعلمنا عن الطرق التي يُلَّون بها، ويبقى الامتياز اليهودي في إسرائيل عبر التفكك الإثني والعرقي للحياة الطريقة التي جُرّد بها الشعب الفلسطيني من حقّه في أن تكون له حقوق، خصوصًا بعد عنف سنة 1948 الذي كون، وأدى إلى دستور دولة إسرائيل. مع هذا، وبالرغم من كل الدلائل الأرشيفية المجرّمة التي تحتوي على الدلائل الإحصائية والفهم الجديد لعلاقات القوة، لا يستطيع الإنسان سوى أن يستغرب كيف تتمكّن عقول مرتكبي الجرم أن تستوعب كل معلومة تفصل اشتراكهم في إنتاج الاضطهاد".
من أبرز الأفكار التي يسوق لها المؤلف هي أن العودة إلى تاريخ نشأة المجموعة اليهودية - الإسرائيلية تكشف بشكل جلي عن الخطأ التاريخي الذي بنيت عليه هذه (الدولة) وهي أنها دينية بالأساس. ولا يمكن حسب تاريخ تطور المجتمعات في العالم أن تتمكن أي مجموعة بشرية من تأسيس جهاز (دولة) ينظم حياتها وعلاقات أفرادها على نظرية دينية تيوقراطية أزلية، وهذا الأمر ينسحب بدوره على دول دينية أخرى زالت مع مرور التاريخ وتطوره.
ويُقدّم "سڤيرسكي" في كتابه، الانتقادات العميقة للطرق الرئيسية للحياة وأنماط الوجود التي تُشكّل الصهيونية - الإسرائيلية، منطلقًا من رؤية محددة إذ يقول "نحن نبدأ بحقيقة مزعجة: في أغلب الأحوال، المعرفة الكاشفة عن مظالم ماضية وحالية لا تُطلق استجابات غير مبهمة في وجه أوصاف تُفسّر كيف يؤثر الاضطهاد على حياة حقيقية لشعب، قد يتوقّع البعض صدمة وتغييرًا في مدارك حالية عن مجتمع. مع هذا، وعلى نحو عام، يواجه الإنسان خيبة أمل وأكثر من هذا، حين تكون قصصنا الخاصة كجناة في متناول اليد. في حالة القصص الأجنبية، يكون من ضمن إمكانياتنا تطوير بعض التعاطف نحو المتضرّرين، وكضحايا، نكون نافرين من التخلّي عن فكرتنا المستحوذة علينا مع رواية محننا الماضية، التي تصبح في النهاية أدوات لجنون الاضطهاد والعظمة والارتياب. مع أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، يفضّل المجتمع أن يمرّر أخطاءه دون أن تُلاحَظ، دون أن يُسمَع عنها. وفي أفضل الأحوال، هذه الأوصاف تندمج فقط لترفض كمجرد حكايات، حبكت لتخدم الفكرة الأيديولوجية الخطأ".
الانهيار القيمي وهندسة العزل ..
لا يخشى صاحب ""دولوز والنشاط السياسي" في كتابه هذا، أن ينقد ذاكرة "الهولوكوست" التي يستند إليها المجتمع الإسرائيلي، في تبرير العنف الممارس ضد المجتمع الفلسطيني، مدعمًا حديثه بالاستعانة برفض المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد فكرة "أن الهولوكوست يقدّم عذرًا للصهيونية لما فعلته بالفلسطينيين". كاشفًا أن كل التاريخ الدموي الذي أسس لإسرائيل "لا يسبب أي إزعاج في قلوب الإسرائيليين". فهم لم يروا الكارثة على نحو الترتيب الحقيقي لها بداية بالاستعمار الكولونيالي لفلسطين، نكبة 1948 واحتلال الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية منذ 1967، ولا الإقصاء المثابر والبنيوي لمواطني إسرائيل الفلسطينيين.
ويقر "سڤيرسكي" بأن المجتمع الإسرائيلي اليهودي قد لقّح نفسه بنجاح ضد التفكير الأخلاقي والسياسي، وهكذا، ولأن وجود هذا الاضطهاد مدين إلى أفعال إسرائيل من الاضطهاد على الأرض، فإن صناعة المعرفة عن الاضطهاد الإسرائيلي تدور وتدوم دون أن تثير اهتمامًا أخلاقيًا. مؤكدًا أن هذا اللقاح ضد التفكير القيمي والأخلاقي والإنساني أصبح نموذجًا ذهنيًا كاملًا يطبع الإسرائيليين.
ويبين الكاتب أنه توجد في داخل المجتمع الإسرائيلي الذي تأسس حديثًا وبشكل حربي نسخ أخرى من "المظلمة" التي يروي التاريخ أن اليهود تعرضوا لها مع الألمان النازيين، والنسخ تلك تتمثل في العنصرية الشديدة المسلطة ضد اليهود الأثيوبيين والسود بشكل عام، وأيضًا أشكال "الغيتو" التي يعيش عليها اليهود في أوروبا وفي بعض المدن العربية والموجودة في إسرائيل ذاتها التي تعتبر "وطنًا" لليهود وبالتالي لا داعي لإقامة تلك الأشكال في التجمع والانغلاق على الذات. يقول "سڤيرسكي": "من المعترف به على نطاق واسع بأن الصهاينة البيض أظهروا مواهبهم الاضطهادية، ليس فقط ضد غيرهم الخارجيين، بل ضد غيرهم الداخليين أيضًا، إذ لم تخلق الصهيونية ضحايا خارجيين فقط، بل ضحايا يهود أيضا، اليهود الشرقيين".
وفي سياق تشريح المجتمع الإسرائيلي يؤكد "سڤيرسكي" أيضًا، على أن تجريد المجتمع من الهويات الصهيونية، ومتابعة المؤسسات المنشقة عن ممارسة هذه الهويات، يمكنه أن يحدث موقفًا معاكسًا داخل المجتمع نفسه، إضافة لأن السياسات الصهيونية التي ترتبط بإعادة إنتاج الذوات الصهيونية، على كافة جوانب الحياة العسكرية والسياسية والإجتماعية.. إلخ، عند التغلب عليها يمكن الوصول للمرحلة التي تشكل "ما بعد إسرائيل". موضحًا أن مؤسسات التنشئة الإجتماعية في هذا المجتمع ترتكز إلى صناعة شخصية مغلقة تمامًا ولا تقبل أي انفتاح حتى على اليهود ذوي الاختلاف في ما بينهم داخل الرقعة الجغرافية الواحدة التي تسمى إسرائيل اليوم. وهنا يتساءل "سڤيرسكي": "من هو الفاعل الإسرائيلي اليهودي لكل هذا؟" ويجيب قائلًا: "من الضروري توضيح أن مجموعة واحدة أو هوية إسرائيلية موحّدة ليست لها وجود". ذلك أن كل الدراسات التي أقيمت داخل المنظومة الإسرائيلية تؤكد أن المجتمع لا يحمل في داخله ذلك المقوم الواحد الذي يجمع كل الناس على قيمة باطنية تسمى الوطن، فالكثير من المتدينين يحسون أنهم مختلفون عن العلمانيين وغير المتدينين، والكثير من البيض يحسون أنهم متميزون عن السود رغم أن الديانة واحدة بينهم وهي المبرر الأول على إنشاء "وطن لليهود" يسمى إسرائيل.
ولتوضيح فكرة هشاشة المجتمع الإسرائيلي وبنيته الضعيفة، يحلل "سڤيرسكي" ما ذهب إليه بالقول: "كانت الحالة في ما يتعلّق باليهود السفارديم الذين ظلّوا يعيشون في فلسطين حالة عادية، إلى الحين الذي أطلق فيه الصهاينة الأوروبيون مشروعهم الكولونيالي، إضافة إلى ما يتعلق بالمجتمعات اليهودية المهاجرة التي وصلت إلى إسرائيل من البلدان المسلمة، بأعداد كبيرة في أثناء خمسينات وستينات القرن العشرين جراء الدعاية المكثفة ليهودية الدولة.
أما من ناحية تطور الفكر الصهيوني عبر المراحل الزمنية لاحتلال فلسطين، فيشير الكاتب إلى أن هذا التطور بدأ منذ العام 1948، وذلك في عملية "نشر كل أنواع أجهزة العزل"، أولًا من ناحية تعميق التقسيم العرقي- القومي بين اليهود والفلسطينيين.
وثانيًا من ناحية العنصرية الطبقية داخل المجتمع اليهودي بين يهود الأشكناز ويهود المزراحيم. موضحًا أنه "من أيام هجرة الصهاينة الأوروبيين المبكّرة إلى فلسطين عند بداية القرن العشرين حتى الوقت الحالي، تطوّرت الصهيونية باستمرار بهندسة ونشر كل أنواع أجهزة العزْل؛ وعلى نحو أبرز، رسمتْ هذه الأجهزة خطوطَ تقسيم عِرْقي قومي بين اليهود والفلسطينيين وخطوطًا عنصرية طبقية بين الأشكنازيم والمزراحيم. نتيجة لهذا، أُزيل طموح حياة، يشترك فيها اليهود والفلسطينيون، إمكانية مجتمع مجرَّد من العسكرية، رؤية العنصر والجنس (ذكر وأنثى - م) ضمن المجتمع الإسرائيلي اليهودي، سعة التفكير النقدي والفعل المركَّب، العاطفة نحو الديمقراطية، الاستعداد للمشاركة بالتاريخ، الفهم الدولي للمعاناة - كل هذه أُزيلت كفرص واحتمالات، يمكن تحقيقها، تعمل من أجل أساس مجتمع".
وفي الفصل الأخير من الكتاب "ألف انتهاك"، يؤكد المفكر مارسيلو سڤيرسكي أن "التحوّل الثقافي هو الوصلة المفقودة في تفكيرنا عن المستقبل، المستقبل الذي استُعمر كولونوليًا، وقُلَّص بصورة «المناطق المحتلة»، بطرق، تتفادى اعتبار المجتمع الإسرائيلي اليهودي نفسه، في حالات تحوّلية". مبينًا أنه "فيما يتعلّق بالتحوّل الثقافي، نحن بحاجة أكثر فأكثر إلى استراتيجيات لمساعدتنا على تحديد هوية انسدادات واحتباسات وأليات أسْر، وغرسها مع ألف انتهاك. نحن في حاجة إلى ألف انتهاك كل يوم في مواجهتنا مع الذاتية الصهيونية المفرطة التفوّق. هذه هي الطريقة؛ لنضع خلفنا نوعَ الهويات، وطرق الكينونة التي لاتزال تُبقي الآلة الصهيونية. بدورها هذه هي الطريقة التي قد نكون قادرين عن طريقها أن نكوَّن بداية جديدة في فلسطين التاريخية".
أصداءعربية وغربية ..
أثار الكتاب منذ صدوره باللغة الإنكليزية، ومن ثم ترجمته من قِبل "منشورات المتوسط" التي قدمت "سڤيرسكي" لأول مرة إلى القارئ العربي، أثار ردود فعل عربية وغربية عديدة، فقال عنه المؤرخ الأكاديمي الفلسطيني - البريطاني نور مصالحة، مدرس الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، "يذهب هذا العمل الأصيل للغاية بعيدًا مُتجاوزًا أحدث الكتب التي تتحدث عن فلسطين- إسرائيل والتي تركّز على حلول الدولتين أو الدولة الواحدة للصراع. وتُظهِرُ إنسانيته ومنهجيته التحررية الضرورة الحتمية لتحول ثقافي في إسرائيل لصالح جميع ضحايا الصهيونية؛ يهودًا وفلسطينيين".
بدورها قالت الأكاديمية الإسرائيلية رونيت لينتين، مُحاضِرة في علم الإجتماع بكليّة ترينيتي في دبلن: "إن تحليل مارسيلو سڤيرسكي لطبيعة الإسرائيليين سوف يفرض في وقت من الأوقات تحولات ثقافية عميقة في رؤية هذا المجتمع لنفسه وللآخر، تلك التحولات سوف تقطع مع طريقة وجود الإسرائيليين اليوم وتفتح الباب أمام طريقة أخرى لذلك، وهو المفتاح للدخول في نظرية "ما بعد إسرائيل". وتضيف: "يبدو النص المثير للجدل لسڤيرسكي، على الصعيد النظري، مُتطورًا ومُتاحًا في آن معًا. ما بعد إسرائيل هو تحليل أصيل، مكتوب بصياغة جميلة وممتعة، للوحدة السياسية التي تُدعى إسرائيل، وكيف أنه من الممكن تجاوزها من خلال التحوُّل الثقافي".
أما البروفيسور الألماني كريس ويدون، أستاذ في النظرية النقديّة والثقافيّة، في جامعة كارديف، فيقول: "يُمثّل هذا الكتاب تحليلًا ثقافيًا في أفضل حالاته، حيث يُقدّم الانتقادات العميقة للطرق الرئيسية للحياة وأنماط الوجود التي تُشكّل الصهيونية الإسرائيلية؛ من خلال مزيج نادر من النظرية المتطورة والتفاصيل المُتقنة والجذابة، التقط سڤيرسكي تعقيدات الذوات اليهودية الإسرائيلية على مستوى ممارسات الحياة اليومية. ما بعد إسرائيل هو إسهام مهم ومُتحدٍّ بصدد إعادة التفكير بثنائية فلسطين- إسرائيل وإعادة صناعتها".
وتحتفي أرينيلا أزولاي، أستاذة الثقافة الحديثة والأدب المقارن في جامعة براون الأمريكية، ومخرجة أفلام وثائقية، ومؤلّفة كتاب "من فلسطين إلى إسرائيل" بجرأة الطرح الموجود في هذا الكتاب، قائلة: "ما بعد إسرائيل كتابٌ علماني. إنّه يرفض القبول بالصهيونية باعتبارها عقيدة دينية؛ وبدلًا من ذلك، يجرؤ هذا الكتاب الممتاز على قراءة الصهيونية على أنّها حلقة في تاريخ فلسطين لشعبين يعيشان فيها. هذا ليس بنبوءة ولا نهاية للعالم. إنّه تحليل سياسي وثقافي جريء للعمليات التي تقوّض النظام الإسرائيلي الحالي والتي هي قيد العمل في يومنا هذا".
المؤلف في سطور ..
ولد مارسيلو سڤيرسكي في بوينس آيرس، وعاش في إسرائيل (فلسطين المحتلة عام 1948) بين عامي 1983 و 2008، ثم في كارديف (ويلز) في بريطانيا، وهو يقيم منذ العام 2012 في أستراليا. ويعمل منذ ذلك العام محاضرًا في الدراسات الدولية في مدرسة الإنسانيات والبحث الإجتماعي في جامعة ولونغونغ الأسترالية، حيث انتقل إليها قادمًا من جامعة كارديف، والتي عمل بها في مركز الدراسات النقدية والثقافية منذ 2008.
يُدرّس "سڤيرسكي" مواضيع في الدراسات الدولية وأبحاثًا عن سياسات الشرق الأوسط والفلسفة القارّية الأوروبية؛ ويركّز في المقام الأول على النظريات وممارسة النشاط السياسي والعمل الثوري والتحوّل الإجتماعي. وهو يحاول في مواضيعه تلك الربط بين الفلسفة القارية الأوروبية - بشكل خاص أعمال جيّل دولوز وفيلكس غواتاري؛ النظرية السياسية النقدية(critical political theory) ؛ ونظريات ما بعد الاستعمار. ويطبق أعماله على الشرق الأوسط وخاصة إسرائيل، كما يهتم بسياسات أمريكا اللاتينية. وتتسم أبحاثه بنوعيتها وميلها إلى المنهجيات الإثنوغرافية (الناسيّة).
وقد صدر له العديد من الكتب والبحوث في هذا الإطار، ومن كتبه: "دولوز والنشاط السياسي – 2010"، و"أغامبين والاستعمار (بالشراكة مع سيمون بينيال) – 2012"، و"النشاط العربي اليهودي في إسرائيل- فلسطين – 2012"، وكتابه هذا "ما بعد إسرائيل – نحو تحول ثقافي" الصادر عام 2014 في لندن عن دار "زيد بوك" العريقة.