[يسرّ "جدليّة" أن تقدّم للقراء ملفاً جديداً يعرف بعدد من الشعراء الأكراد الذين يكتبون بالعربية. سننشر مواد هذا الملف بالتسلسل على مدار الأيام القادمة وسنفعّل الروابط أدناه حال نشر كل مادة. اضغط/ي هنا للإطلاع على جميع مواد الملف]
ثوبٌ أسود طويل ….
-1-
ما شكلُ القمر .. قل لي عندما تغيب ..
وماطعمُ جذورك .. و غرسة اللذة ...
لاتتعفّن، ولاملحَ في قاع ِالوردة ..
وعناقيد الضوء ..
تتدلّى من أكمام ٍمعتمة ...
لأعلى غمام ٍيلامسُ ثياباً ذهبية ً ...
منشورة ًفي الليلِ على الملأ ..
نساها الغجرُ ..
وأهلي يروّضونَ الكرومَ على الرحيل ..
وهم يتذوّقونَ طعمَ الخمور ..
أيهما أبقى ..
نبيذُ القمح ..
أم النبيذُ الذي بلون القش ..
العسل لسعةُ جروحكَ والنحلُ كله نائمٌ في القفص ..
لأفتحَ عينيَّ الجاحظتين الصغيرتين ..
بينما كنتُ أظنُّ أنَ من بذور العنب حدقتيك ..
هشتين وهشتين ..
باردتين مثلَ ثلج ٍمنسيٍّ في القصيدة ..
ولا شمسَ من امرأة ٍلتلفحه ..
فألقي لكَ اليدَ قبلَ التحية ...
الظلالُ ...الظلالُ ...
تغلّفُ سلال التين المجفّف على العربات ..
وعلى مهل ٍكنتُ أتدحرجُ مثلَ القطا..
يحوكُ بمنقار ِ الفراغ كرات َصوف ٍودوائر ..
ويلهو بهواء ٍ يشطرُ السياج بينَ الأفكار ..
وفي كل ِمرة ٍ.. وفي كل ِمرّة ..
تقفُ النارُ على الحواجز الخشبية ...
ويحطُّ النسرُ على رأسي ...
ويقسم ضفيرتي ...
إلى ليل ٍونهار ...
ما شكلُ يدكَ قل لي ...
وأنتَ تصنعُ الخبزَ ...
من الطين المشوي والترابَ وبقايا كتف ٍ..
نسيته امرأة ٌ في ذاكرتكَ ..
بينما كنتَ تصرُّ أن تُطلِقَ اسمَ النافذة ِعلى الأبواب ...
و كنتُ أصقلُ نياشينَ سيفَ الدولة الحمداني بالعشب ..
وأطأطئُ أصابعي مع أغصان ٍ ونباتات ٍلي ..
أشاعوا أنَ لها طيائع الحرمل ..
لأنسى فتوحات الأسلاف في الأندلس ..
وأعتذر منها لتنسى الأرض البعيدة هناكَ ..
أنَّ تيجان الوهم ..
التي شيّدت قصورَ إشبيلية ..
لم تكن يوماً لأحد ...
ما لونُ جلدكَ قل لي ..
وجسدٌ معدنٌ أليف حتى مع الماء ..
ولا تصدأ منه سوى آثار النساء تحتَ أظافركَ ...
بينما تلمَسُ نهودهن بمذاق سطور ٍعارية ..
تخلو من الزنبق ِ..
والبخورِ ...
وفاكهة الشوق ..
من رحيق ٍلا يكفي لتدوين ِتاريخ ٍيصعبُ عليه ..
أن يرفعَ كأسي .. وتبقى التويجات ...
ما لونُ حنينكَ لي ..
ورسائلي تبتعدُ وتبتعدُ عنكَ...
كما في تفسير الغيب ..
حتى تُثمرَ دونَ صحبة النهر ...
وحتى تنحني الأشجار ..
مابينَ خط التماس بينَ الغوطتين الشرقيّة ِ والغربية ...
لتقولَ زهرةٌ على صدر ِمغنية ٍ.. خلفَ جبل كوكب
... قبلَ الفجر ِ .. ..
وبعدَ الفجر ..
لا ينقصنا يا أيها الغريبُ شيئٌ ..
سوى وجودكَ ...
-2-
في الصيف كنتُ أقول :
أنَّ ثمةَ طعم الخوخ ..
للفساتين البنفسجية ..
حينما يشطرُ قوس القزح ..
لحمَ مروج ٍعشبية زرقاءَ ..
حيثُ تُغنين ..
في الشتاء ...
كنتُ لا أهطلُ ..
لمجيء ِخريف ٍ..
تلوَ الخريف ...
كنتُ أحسبُ أن غيمة ًستنبتُ ..
وأنا لأشدّ ما يعجبني أن ألمَّ أجنحة الأشجار المُصفرّة ..
من سلال الصيادين ...
في الربيع ..
حملتُ قطرةَ دم ٍواحدة ٍ على كتفيّ...
قلتُ لتستقرَّ الجهات ..
فلا شمالٌ شرقيٌّ ..
لا جنوبٌ حيران ..
ولا غربٌ سعيدٌ إلاّ بنا ...
وصوبَ اليد الجبلية ..
أمامَ قصائدك ِ..
خلفَ ظهرك ِالعاري في المرآة ..
آثرتُ الذهابَ ..
إلى الشِعر ..
وأنا أقلّدك ِيا سوزي ...
بتنورة ٍ " كحلية " ملآنة ٍ بعيون الفقراء ِوالنجوم ..
-3-
ما تقوله اليد المغلقة ...
لثوب ٍماطر ..
لأصابع قديمة ..
ومرمية في لوحة ٍتُباعُ بمزاد ٍسري ..
للخضرة الداكنة في فراغ المزهرية ..
لإسمكَ تردّده من بعيد ..
زهرةٌ تعبرُ العتمة ..
بساق ٍخشبية
-4-
لن أذهبَ إلى يدٍ لا تعرف ُالمكوثَ في المغيب ....
لوحدي بعد الآن ...
سأصطحبُ ما تتركه اللغة َ ....
من حطب ٍخلفها قبلَ أن أؤمنَ بالمجاز ...
ومن خيال ِ شمس ٍشريرة ٍ ...
حينما يضيقُ الطريقُ لرقته بأقدام الغابة ... ...
ولن أجمعَ الكرز و الغيومَ مع الفتى ريتسوس ...
من القصائد بيديَ الأثنين بعدَ اليوم ...
سأترك واحدة منها على خريطة العالم ...
مابينَ كأس الماء وحقل ٍ يجيدُ فنونَ العطش.......
فإن أتيتَ ولم يكن الإنتظار هناك ....
سأكونُ و صمتكَ كأنما أوسمة الخريف على عتابات ٍهجرها الغناء.... نجفّفُ هديلَ كلماتكَ بينَ مناقير يمام ٍبلا أسماء ...
ببرود ٍ كأنما أنا والسماء نتصفّحُ كتاباً عتيقاً..
عن النساء ِوالحرب
***
مها بكر في سطور:
مها بكر شاعرة كردية سورية من القامشلي ..
درستُ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة حلب قسم اللغة العربية .
تكتب الشِعر منذُ العام 1987 ولحد الآن .
نشرتُ في العديد من الصحف والمجلات .
لها مخطوطات قيد الطبع
-ثوبٌ أسود طويل
- شجرة الأسماء
-كقصب ٍينهشه الندم