[يسرّ "جدليّة" أن تقدّم للقراء ملفاً جديداً يعرف بعدد من الشعراء الأكراد الذين يكتبون بالعربية. سننشر مواد هذا الملف بالتسلسل على مدار الأيام القادمة وسنفعّل الروابط أدناه حال نشر كل مادة. اضغط/ي هنا للإطلاع على جميع مواد الملف]
شدِّي الرِّحال في دمي
ما استطعتِ......!
وما استطعتُ......!
استطعنا......
وكأننا منقطعان منذ سحابة سوداء
كفى جفلةً باهتةً...!
كفى صفرةً عرجاء
وانتكاسة...
هلا ترجل أي منا عن ظهر السهو؟!.
لا تقولي عني تأخر...!
لا تقولي عني استبكر اللعاب الفذَّ
أو استبق الخطى في الأوبة.
كان عليّ أن أغدو كما صورتي هذه
خلف جفونك المنسدلة كخريطة.....!
خاصرتك باحت بما لم تخفه من خاتم أخير
والحساسين كانت تتلاشى هبابا في الأفق
لا تشفع لها أعشاشٌ ولا فراخ منتظرة.
كتابك فتحته
على صفحة نيسان
أعرف أين أصبت....
وأعرف أين أخطأت.......
مازالت أرغفتك في صرَّة أمي
وهي تظللني في المغتربات.
مازالت صورتك في ابتسامتها
معلقة الأثير والوعود.
ها أنا الآن
لا أهادنني
كما عهدت لهفتي وآلامي
كما تحيلني أرصفتك إلي...!
لم أذوِ على داليتك كعنقود ملحاح من حلم
ولم أسم إلا في سجلاتك فحوى أزل أو أكثر.
نشيدك حليبي المعلن
بكائي المتواصل
أصابع مربيتي الحنون.
أفتح فمي على مسغبة قديمة
دم واقعي
وأنين متخيل
أرضع من ثدي غيمتك حليب اللغة
ما فتئت تناوش روحي في هزائمها المتتاليات
متكئة على أريكة الجبل البعيد
في ذروة الاعتراف
لا تقولي لأحد لم يسمع..!
لا تقولي لأحد لم أناده...!
كل ذلك كان على حين غرَّة
أعرف الكثير من أخطائي الآن
لقد تركتك وأنا أتابع جفلتك أمام منظر القناص
في أعلى مئذنة المدينة
هو يكرِّر نفسه في إملاء عسير
يكرِّر بحَّتك في صوت المؤذن
ما من أحد تردد
ما من أحد ردَّد سفاهة الذبول
كل شيء في ذلك الوقت كان كما عليه.
دمك كان يمطر في كراريسي
وتنهض في الألوان صور الأطفال في قمصان الذعر.
حنو الأمهات والآباء
استنفار الأخوة
رحت أسير في حاراتك
الابن الذي احتضنته ذاته.
حمم النار كانت تأكل ما في ساعة يدي من بهجة
استعدت التواريخ اثنتي عشرة سنة كاملة
ما دمت أحتفظ برائحة بارودها
وقمصان الدم
وعويل الأمّهات
دمك لم يتوقف قيد هدنة
دمك لم يهادن قيد قبلة
هل لدي سوى هذه الإفادة؟
ربما أقول: بلى...!
ربما أقول: لا.....!
سيان،اتجاهات الأنين،اتجاهاته..
مادامت المقبرة فاغرة شدقي الانتظار
لم أستدرك الرصاص الخاطىء
لم أستدرك الرصاص المصيب
كلهم بدوا في تلك اللحظة تحت شالك
ينسجون ملحمة مختلفة من مفردات معاجمهم
ثمة ما أدونه عني في مشهد الرجاء
ثمَّة مهرج في أوج اللغو
يستعرض أصداءه الملونة
بهرجاته
بهلوانياته
خديعته نفسها
لن أغفل عنك رمشة روح حارة
أرصفتك تنتفض في جبلَّة الهباب
دم وبارود
أشلاء
بيت يكاد ينفض آخر من استعصى على اللعبة
شارع يستعيد الظلال الغاربة منذ مباغتة مجنونة
حي غضاري يرمي أثقاله ونياشينه على غير هدى
مدينة تتضاءل في كاميرا المصور التلفزيوني
لا ضير، يا ملكتي،لا ضير...!
كثيراً ما لاح لي المشهد
وأنا بين يديك أو ناء
كل شيء في دورة عارضة
لم أحتج إلى نظارتين لأراك
ولا إلى بوصلة لئلا أتوه
ليس بيننا هذا البون من وجوه الغرباء
المشهد هو نفسه.....
القاتل هو نفسه.......
أنا نفسي...................
وأنت نفسك..................
ليس بيننا ما يعكر الصدى من جدران
شدِّي الرِّحال إليّ في هذه الاستراحة بين حربين عابرتين
كما كانت تقتضيه صكوكنا الطفلة من قبل...!
شدِّي الرحال إليك..!
وانهضي في دمي
لست من يتأخر عنك....
لستِ من تنامين على الرَصيف الغريب..
لست من لا ينتظرها أحد….!
***
ابراهيم اليوسف في سطور:
ابراهيم اليوسف ناقد وكاتب وصحافي.
صدر له:
1- للعشق للقبرّات والمسافة -1986 - شعر
2- هكذا تصل القصيدة -1988 -شعر
3- عويل رسول الممالك - 1992 - شعر
4- الإدكارات 1995 - شعر
5- الرسيس 2000 – شعر .اتحاد الكتاب العرب في سوريا
6- شجرة الكينا بخير -2004 مجموعة قصصية .
7- ساعة دمشق-نصوص-دار أوراق-القاهرة-2016
8- أستعيد أبي- شعر-دار أوراق- القاهرة-2016
9- مدائح البياض-2016- بيروت
10- مزامير السبع العجاف- شعر-مخطوط جاهز
11- استعادة قابيل -القاهرة - 2016
كتب سيروية:
ممحاة المسافة - أسرودة ذاتية- دار أوراق- القاهرة 2016
هكذا أكتب قصيدتي - دار أوراق-القاهرة 2016
كتب مشتركة مع مؤلفين:
ديوان محمد الدرة- مؤسسة البابطين- الكويت 2001.
مؤسس جوائز أدبية:
مؤسس جائزة جكرخوين للإبداع منذ العام 2001
مؤسس جائزة حامد بدرخان ومؤسس جوائز أدبية أخرى
:كتب نقدية
أصداء النص- إصدارات دائرة الثقافة والإعلام 2016
إبرة الذهب في شعرية النص الفيسبوكي- 2016 المجلة العربية- الرياض
الأثر والموشور- اتحاد كتاب وأدباء الإمارات2016
تحولات النص الشعري الإماراتي- اتحاد كتاب الإمارات-2016
بحوث:
مخاض المصطلح الجديد- استشرافات على عتبة المستقبل- صدرعن جريدة الرياض-دار اليمامة
سقوط المثقف - معد للطباعة