[يسرّ "جدليّة" أن تقدّم للقراء ملفاً جديداً يعرف بعدد من الشعراء الأكراد الذين يكتبون بالعربية. سننشر مواد هذا الملف بالتسلسل على مدار الأيام القادمة وسنفعّل الروابط أدناه حال نشر كل مادة. اضغط/ي هنا للإطلاع على جميع مواد الملف]
يابسٌ كخبزٍ نُسيَ على طاولةِ المائدة
حسنٌ كورودٍ على قماش
متأمّلٌ كشعرةٍ معلّقة على الخد
تنتظرُ أمنية..
جائعٌ للعمر
كحبّات زيتونٍ تسقط من صحنٍ في منامك..
حائرٌ ككأسِ ماء، واقفٌ بجانب المرآة!
خائفٌ كصوت ارتطام ظلّك بالأرض
غريبُ كعلبة "شامبو" في يديك لاتنظّفكَ من ألمك
متّسخٌ كشعركَ الذي يرفضُ ماء الواقع المرّ..
***
لا ماءَ أنثرهُ على وجهي
هذا الصّباح..
كيف تُبلّل الرّمال بالمطر؟
أفتحُ النّافذة
تتطاير حبّات الرّمل من عيني
وتُصبح مطرا!
أقرّر أن أستحم..
أقرأ ماكُتِب على علبة "الشامبو"
أكتشفُ إنّهُ للرجال
لا آبهُ كثيرا..
كنْتُ أخاف من "شامبو" الرّجال
وكأنّه سيخدش عذريتي..
لاضيرَ في السّقوط الآن
يتكاثر جسدي تحت الماء
يزدادُ عدد أصابعي
لاتهمُّ الأصابعُ كثيرا..
يدٌ واحدة
لتمسح الضّباب
أغمضُ عينيّ
أرى البنفسج..
أفتحها
يراني "السيراميك" أبكي..
***
أنتَ راحلٌ دوما
لكنْ،
ماذا أقولُ للقصبِ المبعثرِ على فستاني
للأحمرِ على خدّي
للمعةِ القمرِ في عيوني
لخصلةٍ إذ تنسدلُ على وجهي، تبحثُ عن يدك
***
يوماً ما سأموت غارقةً في مركبٍ لا شرعي، ولا أثرَ لجثّتي
ساقطةً من طائرةٍ هاربةٍ من نفسي
مصطدمةٍ بسيارةٍ تبحث عن مأوى
متأثّرةً بجروحٍ إثر زيارة لشظيّة أو رصاصة لجسدي.
سأموت، وأذكر في لحظة التعرّق وضيق التنفّس
لغتي ودمعي وقلبي العقيم!
***
لو أنّني لك..
لأيقظُتُ البسمة التي نامتْ تحت شفتيك،
بقهوة عينيّ
لأطعمت قلبكَ الذي شبعَ وحدةً
من ضوضاء سنابلي
لسكبتُ رحيق دمعي
على حصى تعبك..
لو أنّني لك
كنتُ سأقود حزنك
إلى برّ عمري..
كنتُ سأسندُ ترّهاتك
بأحلامي!
كنتُ سأقرأ لك
عن حبال جسر الورد
وهي تنهمر عليك حبّاً!
كنتُ قصصتُ أظافر عبثك
بقُبلاتي!!
كنتُ سأمشّط شعرك
بنبضي..
كنتُ عزفتُ على أنغام أصابعي
وهي ترتجفُ شوقاً..
كنتُ أدفأت بردَ جيدكَ
بأنفاس شمسي
لو أنّني لك
لأشعلتُ سجائرك المهملة
بولّاعةٍ من نار أمسي
كنتُ دلّلت وجهكَ المبحر
على مرايا سفني..
كنتُ شققْت الأرض
ليمرّ - نهرك - نهر الشّرق..
كنتُ حملتُ شخوص ظلّك
وهي تهرول
خلف خطاك..
فمرّةً تصعدُ الشّجرة
ثم تسقط وتصبحُ طفلاً..
مرّةً تكون المقعد
وأنا رخام الحديقة..
مرّةً تتمدّد في عينيَّ
تحفر هالات جنونيّة تحتهما
مرّةً أبكي كثيراً..
أبلّل صدرك البنفسجي
ألتصقُ بك..
تقول لي: لا تبكي
أغمضُ عيني لأمسح الدّمع
أفتحها: لا أحد...
***
خُناف كانو في سطور:
خُناف كانو مواليد مدينة الحسكة السورية عام 1993.
تخرجت من كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية. تكتب الشعر باللغتين العربية والكردية.
لها مخطوطة شعرية لم تطبع بعد. تكتب المقالة ونشرت في عدة صحف منها: النهار- القدس العربي- سيدة سوريا.