This is a conversation Bassam Haddad conducted with Al-Hayat journalist, and friend, Ibrahim Hamidi, for Status on the following topics:
Introduction and Journalistic Notes
مقدمة و ملاحظات صحافية
[Biography and Transcript Below]
Ibrahim Hamidi is a London based journalist and Research fellow and co-founder of the Center for Syria Studies at the Center for Syria Studies (CSS), St Andrews University, Scotland. He is the head of the Syrian office of the daily newspaper, Al-Hayat, for which he previously headed the Damascus Bureau. His daily reporting and analysis of the events in Syria have gained the reputation as the leading source of information and analysis of the Syrian conflict in Arabic. Many of his articles are translated to English and published in several outlets. His work focuses on strategic issues in the Middle East with special insight into Syria`s internal and regional politics and the spread of extremist Islamist groups in the country. He is particularly interested in researching and analysing Jabhat al Nusra (JAN), which gained a stronghold in Idlib`s countryside, his hometown, and in examining the dynamics that enabled JAN to infiltrate Syrian society. Hamidi is a co-founder of the Arab Investigative Journalism Program (ARIJ), and previous head of the Lebanese Broadcasting Corporation (LBC) office in Damascus. He holds BA in journalism.
ابراهيم حميدي، محرر رفيع في المكتب الرئيسي لصحيفة "الحياة" في لندن ومسؤول الملف السوري في الصحيفة منذ بداية 2013. كان مديراً لمكتب الصحيفة في دمشق بين 1991 و2013. كما عمل مديرا لمكتب تلفزيون "ال بي سي" في العاصمة السورية.
كتب، خلال هذه الفترة، السنوات العشر الاخيرة من حكم الرئيس حافظ الاسد والسنوات العشر الاولى من حكم الرئيس بشار الاسد، كتب عن مفاوضات السلام مع اسرائيل، والمعارضة العراقية والشؤون الفلسطينية خصوصاً "حماس" و "الجهاد الاسلامي"، إضافة الى اهتمام بالشأن الكردي.
يكتب بشكل دوري في صحيفة "الحياة" عن الشؤون السورية وارتباطاتها في الشرق الاوسط، إضافة إلى شؤون دولية. ويكتب من وقت لآخر في صحف أجنبية.
حميدي، أحد مؤسسي "مركز الدراسات السورية" في جامعة سانت آندروز في اسكوتلندة، ومن مؤسسي منظمة "محررون عرب للصحافة الاستقصائية" (اريج).
Transcript of Section Three
[English Transcript Coming Soon]
القسم الثالث: ما الذي يجري في حلب؟
من حديث مع الصحافي في جريدة الحياة ابراهيم حميدي
أجرى الحديث لـ “الوضع\\Status بسام حداد
ابراهيم حميدي: الآن المعركة الأخرى الأساسية هي في حلب. ثمة تركيز إعلامي غربي - وعربي هذا شيء طبيعي- على حلب. لماذا حلب؟ لماذا هذا التركيز الكبير على حلب؟ لهذا التركيز أسباب مختلفة، أولاً، كما تعلم - وأنت درستَ سوريا بشكل معمق - حلب هي العاصمة الاقتصادية لسوريا، وثاني أكبر مدينة في سوريا وفيها كل التنوع الطائفي والعرقي والديني . فيها مسلمون ومسيحيون، وفيها عرب وأكراد، وفيها أرمنو وهي تاريخياً مدينة مهمة جداً. ثانياً، حلب مهمة لأنها خاضعة للسيطرة: الأحياء الشرقية لسيطرة المعارضة والأحياء الغربية لسيطرة النظام. الأمر الثالث، هناك خطوط إمداد بين حلب وتركيا. إن الأمر الرابع برأيي، وهذا ما أفكر به في الأيام الأخيرة لأنني قرأت مقالاً في النيويورك تايمز يجد فيه الخطاب الإعلامي الغربي سربنيتشا أو غروزني في سوريا. يتحدث مقال النيويورك تايمز عن برلين في الحرب العالمية الثانية، غروزني في عام ٢٠٠٠ وحلب ٢٠١٦. ثمة استسهال بالمعنى الإعلامي. باختصار الصراع السوري يتجسد ككل في مدينة حلب، وثمة بعد رمزي في الأمر كما في صراعات أخرى. لكن لا شك أن هناك خطة لدى النظام للسيطرة أو لاستعادة الأحياء الشرقية لحلب لأن النظام وحلفاءه يعتقدون أنهم في حال سيطروا على حلب أو الأحياء الشرقية بالمعنى الرمزي، كما حصل في أيار ٢٠١٤، حين سيطرت أو استعادت القوات النظامية حمص التي كانت تسمى عاصمة الثورة، يعتقدون اليوم أن استعادة حلب هي البعد الرمزي. هذا يعني أن المعارضة خسرت آخر معقل لها بمدينة كبرى وبالتالي رمزيا حلب لها بعد كبير، بعد حلب، أنا بتقديري الخطة هي عزل إدلب. هناك بالإجمال استعجال لدى دمشق وطهران وموسكو لتحقيق هذه العناصر التي ذكرتُها أنا: تأمين دمشق، التقدم في ريف حماة، إحكام التقدم في ريف اللاذقية، عزل إدلب، استسلام حلب، قبل أن يأتي رئيس أميركي جديد. لماذا؟ لأن هناك رغبة حين يأتي رئيس أميركي جديد - والآن نتحدث عن هيلاري كلنتون - وبالتالي حتى لو أراد هذا الرئيس أو هذه الرئيسة افتراضياً أن يغيرا ميزان القوة سنكون أمام ميزان قوة راجح جداً لصالح القوات النظامية. واضح أن هناك استعجالاً في هذا الموضوع.
بسام حداد: نعود لمسألة حلب التي هي الأساس، تحدثتَ عن التوزيع الديمغرافي وطبعاً نحن نعرف أن حلب متنوعة كما ذكرتَ أنت. هل يا تُرى الفصل بين ما يُسمى حلب الشرقية وحلب الغربية يعكس مجموعات معينة أم هناك توزيعاً في شرقي وغربي في مدينة حلب؟
ابراهيم حميدي: يمكن أنني لم أفهم السؤال.
بسام حداد: يعني هل يوجد من كل الطوائف، وهناك أكراد وأرمن؟
ابراهيم حميدي: كي نكون دقيقين، كلا، لا يوجد. إن الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة هي بالمعنى الطائفي سنية.
بسام حداد: معظمها؟
ابراهيم حميدي: لا، كلها. سنية وليس معظمها. أما الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام فهي أحياء متنوعة، فيها سنة ومسيحيون وأرمن. وهناك منطقة بين الطرفين هي الشيخ مقصود والأشرفية وهي منطقة كردية فيها غالبية كردية. هذا بالمعنى الطائفي أو العرقي. أما بالمعنى العسكري ففي الأحياء الشرقية لحلب كما تعرف، في تموز الماضي القوات النظامية وحزب الله وميليشيات وفصائل وتنظيمات، كي نكون دقيقين، محسوبة ومدارة من قبل إيران، أحكمت الحصار على الأحياء الشرقية وسيطرت على طريق الكاستيلو في ١٧ تموز الماضي كما أعتقد. في بداية آب، فصائل جيش الفتح التي تضم سبع فصائل إسلامية بالإضافة إلى غرفة عمليات حلب التي تضم الفصائل المعتدلة غير الإسلامية المنتقاة من غرفة العمليات العسكرية برئاسة السي آي إيه في جنوب تركيا كان هناك تعاون بين التكتلين وتمكنا من تحقيق تقدم في بداية آب مفاجئاً جنوب غربي حلب وفكا الحصار عن حلب من الطرف الآخر من طرف الراموسة وليس من طرف الكاستيلو. حالياً في الأحياء الشرقية هناك من ١٠ آلاف إلى ١٢ ألف مقاتل معارض ونتحدث عن ٢٥٠ إلى ٢٧٥ ألف مدني. في الأحياء الغربية نتحدث عن مليونين ومائتي ألف مدني تحت سيطرة القوات النظامية بفضل دعم من حزب الله وفصائل بقيادة إيرانية. في الأحياء الشرقية نتحدث عن ١٢ ألف مقاتل كلهم تنظيمات محلية. هناك خلاف حالياً - إذا أردت الدخول في هذا التفصيل - حول وجود النصرة. فالروس يقولون نحن نقصف شرقي حلب لأن النصرة هناك وهو تنظيم إرهابي مصنف على قائمة الأمم المتحدة بأنه إرهابي، ويقول الروس إن هناك بحدود ألف أو ألف ومائتي شخص أما المبعوث الدولي دي مستورا فيقول هناك ٩٠٠ شخص والمعارضة تقول هناك من ٢٠٠ إلى ٢٥٠ شخص. إن الخلاف هو على النصرة. حالياً وأعني اليوم الذي هو يوم الثلاثاء ٢٥ أكتوبر تجري مفاوضات في جنيف بين خبراء عسكريين من أميركا وروسيا وقطر والسعودية وتركيا لإقناع عناصر االنصرة بالخروج من شرقي حلب. حلفاء المعارضة يقولون دعونا ننهي الذريعة التي يستخدمها الروس الذين يقولون إنهم يقصفون بسبب وجود النصرة، دعونا إذاً نخرج النصرة. المفاوضات ما تزال جارية حتى الآن من أجل ذلك، والروس قرروا اليوم تمديد الهدنة وإعطاء فرصة لمفاوضات جنيف أيضاً عسى أن يصل الخبراء العسكريون في جنيف إلى اتفاق لإخراج النصرة لكن أنا شخصياً أشك في ذلك. أشك أن هذا الشيء سيحصل.
بسام حداد: طبعاً هم رفضوا هذا الشيء؟
ابراهيم حميدي: صحيح أصدروا بياناً. فتح الشام، الاسم الجديد لجبهة النصرة، أصدرت بياناً قالت فيه نحن نرفض الخروج، وأيضاً هناك فصائل إسلامية أخرى، أظن أن أحرار الشام، تؤيدهم في هذا الموقف. وأعتقد أن الشيء الأساسي، والذي يحتاج إلى تحليل معمق منا نحن الصحفيين والمحللين، ولا أملك جواباً له حالياً، هو ما يحصل بين روسيا وتركيا، ما يحصل في حلب، وريف حلب الشمالي، وممكن أن نتحدث عنه بعد قليل إن أردت.
بسام حداد: أريد أن أسألك سؤالين بسيطين، أولاً: مسألة التوزيع الديمغرافي، حالياً في الغرب ، غرب حلب الواقع تحت سيطرة النظام لا يوجد فئة معينة بل خليط، لكن حتى في الشرق يوجد تقارير تقول إن الأكثرية هم من السنة لكنها ليست خالية كلياً من كل الفئات الثانية، على الأقل تاريخياً.
ابراهيم حميدي: لا، بحدود علمي، كلا. إن الأحياء الشرقية هي سنية بالكامل.
بسام حداد: طبعاً.
ابراهيم حميدي: هذه في الحقيقة معضلة، إحدى معضلات الموضوع السوري الذي يوجد فيه معضلات وتعقيدات متعددة، كتحليل، لأن هناك أسباب مختلفة وتحتاج إلى بحث عميق وأكاديمي.
بسام حداد: وهناك المسألة الطبقية.
ابراهيم حميدي: كما تعلم مناطق سيطرة النظام متنوعة طائفياً وعرقياً ومناطق سيطرة المعارضة هي سنية.
بسام حداد: هل تقصد إثنياً أم؟
ابراهيم حميدي: مناطق سيطرة النظام متعددة إثنياً ودينياً وطائفياً فهناك عرب وأكراد وهناك سنة ومسيحيون ومسلمون وأرمن وهناك علويون ودروز وسنة أما مناطق سيطرة المعارضة إما كردية صرفة، يوجد منطقة كردية، لكنها صارت مختلطة الآن، أو منطقة سنية ومن الصعب أن تعثر على تنوع في مناطق سيطرة المعارضة ما عدا في ريف إدلب هناك ١٥ ضيعة درزية، ومن الصعب العثور على مناطق فيها تعدد.
بسام حداد: بمعنى أنه لا يوجد نسبة كبيرة من غير السنة، وهناك سنة أكراد وسنة سوريون. أنا أسأل من أجل التوضيح لأن الفصل لم يكن بين سنة وغير سنة، كي أؤكد على هذه النقطة، فالموجود سنة بالمجمل ومنطقة مختلطة وهناك أسباب تكتيكية واستراتيجية لحدوث هذا، وقبل أن ننتقل إلى مسألة ريف حلب ورسيا وتركيا التي تواجه صعوبات أكثر مما كان في الماضي القريب، أعداد الأشخاص الذين يُحكى عنهم بأنهم المشكلة هي ذريعة أكثر من أي شيء آخر، لكن من أجل المستمعين وكونك ملماً بهذه الأمور هل نستطيع أن نتحدث عن الأرقام بشكل عابر لأنه من الصعب أن يكون الأمر دقيقاً في هذه المسألة. ما هي الأرقام بالنسبة للمحاربين؟ يقال إن هناك ٨٠٠ أو ٩٠٠ من النصرة، روسيا قالت ١٢٠٠ كما ذكرت، وبالمجمل هناك ٨٠٠٠ مقاتل، من هم المتبقون، هل يمكن أن تحدثنا عنهم بالتفصيل، وماذا عن أحرار الشام والآخرين؟
ابراهيم حميدي: أولاً نحن نتحدث عن شرقي حلب. وشرق حلب يتألف من مجموعة كبيرة من الأحياء، هناك من ٢٠٠ إلى ٢٧٥ ألف مدني وفيها فصائل مختلفة من المقاتلين، وهذا عامل مهم، وتقريباً معظم الفصائل الأساسية بحلب، وهذا عامل مهم جداً يجب أن ننتبه إليه، معظم الفصائل وبينها فصيل نور الدين الزنكي وجيش المجاهدين، الجبهة الشامية، أحرار الشام، فصيل فاستقم، معظمهم لديهم عناصر داخل الأحياء الشرقية، وبالمناسبة العدد الإجمالي لكل الفصائل هو من ١٠ إلى ١٢ ألف مقاتل، من بين هؤلاء هناك فصائل تتبع لجبهة فتح الشام أو النصرة، لكن هناك خلافاً على الرقم، فدي مستورا مثلاً قال هناك ٩٠٠ يتبعون للنصرة الروس يقولون لا هناك ١٢٠٠ أو ١٥٠٠، أما الأتراك والقطريون فيقولون هناك بين ٢٠٠ و٢٥٠ ،٣٠٠، هذا الموضوع الخلافي طُرح في مؤتمر لوزان قبل أسبوع أو عشرة أيام، بناء عليه قال كيري ولافروف ما دام هناك خلاف على هذا الموضوع فلنتابعه ونعقد اجتماع متابعة له بين الخبراء العسكريين بين روسيا وحلفاء المعارضة: أمريكا قطر، السعودية وتركيا بمشاركة الأمم المتحدة كي نحدد عدد النصرة. اجتمعوا الأربعاء الماضي لقبل يومين ولم يتوصلوا إلى نتيجة، أمس تحدث كيري ولافروف عبر الهاتف وقالوا لنستأنف المفاوضات ونتوصل إلى اتفاق ونقول هذا هو عدد أفراد جبهة النصرة أو بصرف النظر أحرار الشام لأن هناك أشخاص في أحرار الشام قريبون من جو النصرة، ولنقل أننا سنخرج من حلب ألف مقاتل أو ١٥٠٠ ويكفي، بالتالي يخرجون وتُزال الذريعة التي يستخدمها الروس والنظام بأنهما يقصفان حلب بسبب النصرة.هذا أولاً، ثانياً: هناك رأي يقول، وكما قلت أنت، النصرة عبارة عن ذريعة،. هناك رأي يقول حتى لو افترضنا أن هناك ١٠٠٠ شخص أو ٧٠٠ أو ١٢٠٠ من النصرة فإن هذا ليس مبرراً كي تقصف شرقي حلب على طريقة غروزني، أنت لا تستطيع أن تدمر منطقة فيها ربع مليون إنسان لأجل ألف شخص. ثالثاً، يقول الروس نحن لا نستطيع أن نقبل بوجود هؤلاء الإرهابيين، ليخرجوا لأنهم يستخدمون المدنيين كدروع بشرية. كل هذا الموضوع هو قيد النقاش، لكن هل يتوصلون أم لا يتوصلون لنتيجة لأنه بالأصل خطة دمشق وموسكو وطهران هي إعادة السيطرة على كل حلب. هذه هي الخطة الأساسية.
بسام حداد: واضح أن مسألة النصرة تسهل الموضوع بالنسبة للإعلام ومصداقية العملية، بين قوسين، للروس والنظام لكن هذا بالنسبة لأي شخص يراقب ليس أمراً يُعتبر صريحاً، أعني هذه التصريحات عن وجود النصرة، لكن مسألة النصرة وغير النصرة…
ابراهيم حميدي: قلت لك، في شرقي حلب أنا أتحدث مع أشخاص محاصرين في الداخل، إن كل الفصائل كالجبهة الشامية وجيش المجاهدين، فاستقم وأحرار الشام كلهم لديهم مجموعات شرق حلب.
بسام حداد: هل هم يشكلون الأغلبية بعيداً عن النصرة.
ابراهيم حميدي: طبعاً. أنا أقول إنه من أصل ١٠ إلى ١٢ ألف مقاتل فبحسب إحصاء الأمم المتحدة أو الإحصاء الروسي هناك ١٢٠٠، أي أنت تتحدث عن ١٠٪ فقط.
بسام حداد: هناك الآن وجهتا نظر، بغض النظر عن المسألة الإنسانية التي هي أن هناك رفضاً ويجب أن يكون هناك رفض لتدمير شرق حلب، سيحدث قتل لآلاف الأشخاص من غير المحاربين وطبعاً هذه مسألة مرفوضة على مستوى إنساني وعلى مستوى استراتيجي هناك مسألة التناسب proportionality. ،الآن المسألة الأخرى بغض النظر عن هذا الأمر ليست فقط نصرة أو غير نصرة، هناك وجود النصرة ووجود محاربين إسلاميين قريبين جداً من تفكير النصرة، ثم الفئة الثالثة إذا كان هناك حديث، فإن كلمة متمردين أو ثوار أحياناً تعطي الانطباع أن هناك تنوعاً هائلاً بين مثلاً الثوار الإسلاميين المنتمين للقاعدة بشكل أو بآخر مثل النصرة، وهناك ثوار إسلاميون مثل أحرار الشام، وغيرهم من الذين تحدثتَ عنهم، وهناك أيضاً فئة ثالثة، وهنا السؤال الذي سأطرحه عليك: هل هناك فعلاً فئة ثالثة ومن هم، وإذا أردنا الحديث عنهم، هل هم ما يسمى الجيش السوري الحر أم هذا مجرد كلام والأعداد قليلة جداً؟
ابراهيم حميدي: لا شك أن الأعداد حالياً أقل من قبل سنتين أو أربع سنوات ولا شك أن الأعداد حالياً ستكون أقل بعد ستة أشهر أو سنة إذا استمر مسار الصراع على ما هو عليه.
بسام حداد: أعداد ماذا؟
ابراهيم حميدي: أعداد المعتدلين، أعداد المعتدلين قبل عامين، أنا أذكر في ٢٠١٣ أعددت دراسة بحثية في الحقيقة. كان التقدير أن مستوى المتطرفين داعش والنصرة والذين لهم علاقة بالقاعدة كان تقديرهم بين ١٠ و ١٥٪ من الفصائل المقاتلة. الآن العكس هو الصحيح تقريباً. فقد صار المعتدلون يمثلون ١٠ أو ١٥٪ أو ما تبقى فهم عموماً إما إسلاميون أو قريبون من تنظيم القاعدة لأنه في الصراع هناك شيء يتغير على الأرض. وهؤلاء إذا بقي الصراع على ما هو عليه بعد سنة أو سنتين يمكن أن يصبحوا من المحتمل ٥٪. إذا بقي هذا الصراع. لأنه في طريقة التعاطي: الروسي، النظام، طهران من جهة، وطريقة التعاطي الغربي، حلفاء المعارضة هو ما يدفع الناس أكثر باتجاه التطرف، وأنا أعرف وأشاهد الأشخاص أنفسهم كيف يتغيرون، هذا أولاً. ثانياً، سأعطيك مثالاً ملموساً وواقعياً، أعرفه كمحلل وصحفي وكوني من إدلب فأنا بالأصل من إدلب كما تعرف، هناك في معرة النعمان في ريف إدلب فصيل أساسي اسمه الفرقة ١٣بقيادة أحمد سعود، هذا ينتمي إلى الجيش الحر، وأنا كصحفي أتحدث معه ومع غيره. إن مشكلته مع النصرة هائلة. حدث كما تذكر في شباط\\آذار الماضي اتفاق أميركي روسي لوقف العمليات القتالية، وبالتالي حدث تجميد للقصف لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وبالتالي، إذا كنت تذكر، خرج الناس في مظاهرات حينذاك، وحدث صدام على الأرض بين الفرقة ١٣ وجبهة النصرة في معرة النعمان، وحدث خطف وقتل وإلى ما هنالك ومظاهرات، وهذا المثال مهم جداً لأنه يقدم لك فكرة كيف تحدث الأمور، وقد أعلنت الفرقة ١٣ أننا جيش حر ولا يمكن أن نقبل بفصيل إسلامي له علاقة بالقاعدة يفرض شريعته على كل المجتمع، نحن مشكلتنا مع النظام ومعركتنا الأساسية معه. وكما قلت لك قبل قليل، في آب ٢٠١٦، نتحدث من آذار إلى آب، في معركة فك الحصار عن حلب، المعركة التي قادها تكتلان، تكتل جيش الفتح الذي يضم الفصائل الإسلامية بما فيه النصرة، وتكتل آخر اسمه غرفة عمليات حلب الذي يضم الفصائل المعتدلة والفرقة ١٣ كانت جزءاً من غرفة عمليات حلب، وقد نسق الطرفان بين بعضهما رغم أنهما قبل أربعة أشهر تحاربا في ريف إدلب. بالنتيجة، وهذا ما أريد أن أوصله لك، إن فكرة فصل الفصائل المعتدلة عن الفصائل المتطرفة هي فنتازيا في وضع كهذا، لا تستطيع أن تفصل بين الـ ١٢ ألف مقاتل في شرق حلب وأنت تقصفهم، وأنا تحدثت مع قادة فصائل معتدلة وقادة فصائل إسلامية، واجتمعت معهم مطولاً وتحدثنا، وهذه الفكرة مهمة جداً، إن فكرة الفصل هي فكرة رأي أو تحليل لأنه على الأرض بما أنه هناك قصف ومعارك فإن عنصر فتح الشام أو جبهة النصرة أو عنصر فتح الشام وعنصر الفرقة ١٣ هم جالسون على الأرض إلى جانب بعضهم فكيف تفصلهم؟ لا تستطيع؟ أنا وجهة نظري الشخصية هو أنه إذا كان هناك رغبة جدية بالفصل فإن الفصل يتم عبر المسار السياسي، أنت بحاجة إلى رؤية سياسية، وأنا لا أعرف حتى الآن ما هي الرؤية السياسية التي يقدمها الروس حيال سوريا أو رؤية إيران إو النظام. ما هي رؤيتك السياسية للبلد؟ لنفرض أنك انتصرت. أنت أمنت دمشق وأخذت حماة وعزلت إدلب وأمنت اللاذقية، استسلمت حلب، طيب قل لي ما هي رؤيتك السياسية؟ ما هو تصورك للحل السياسي في البلد؟ وطالما لا يوجد تصور سياسي فإن فكرة الفصل لن تنجح. إن فكرة الفصل بين الفصائل تنجح حين تقدم تصوراً سياسياً، أنه أنا أريد حكومة وحدة وطنية موسعة، هيئة حكم انتقالي، تغيير الدستور، وتعيين نواب للرئيس، بجدول أعمال، إن الفصائل المعتدلة الموجودة مثل الفرقة ١٣ والفرقة الشمالية وتجمع صقور جبل الزاوية، إن هذه الفرق الأساسية التي ليست إرهابية سيكون لها دور في مستقبل سوريا، سيكون لها طريقة للاندماج، فإذا كان هناك تصور حينها يكون هناك إمكانية للفصل لكن قبل هذا من الصعب الفصل، على العكس، وأنا خوفي، بمعنى خوفي على مستقبل سوريا.
بسام حداد: خوفي عنان.
ابراهيم حميدي: نعم، خوفي عنان.
ابراهيم حميدي: خوفي هو أن الاستمرار في هذا المسار هو الاستمرار في دفع الناس إلى التطرف، وبالتالي المزيد من السواد ينتظر سوريا.
بسام حداد: بالنسبة لمسألة الفصل موقف النظام واضح وسهل لأنه ضد الجميع، وكل من يعاديه يعتبر هدفاً مشروعاً، بالنسبة للروس، نحن نتحدث عن الخطاب بغض النظر عن مصداقيته، أنت لا تستطيع النظر إليهم بشكل جدي أنهم فعلاً يركزون على جبهة النصرة، ومن جهة ثانية، وبناء على كلامك، إن الحديث من جهة الثوار، وأيضاً بين قوسين، أننا مختلفون عن جبهة النصرة أو جيش الفتح، أن الثورة مختلفة عما يريد جيش الفتح في سوريا وما الذي يريد فعله فيها في المستقبل وما هي تطلعاتهم، أي يحاولون الفصل بين الاثنين، فمن الجهتين الحديث عن الفصل غير منطقي.
ابراهيم حميدي: هذا صحيح ١٠٠٪، أولاً صحيح أن النظام على صعيد الخطاب لا يميز، فأي شخص يرفع السلاح ضد الدولة، بين هلالين، هو إرهابي، هذا خطاب النظام، لكن خطاب الروس مختلف، يقولون نحن لدينا مشكلة مع النصرة فحسب، سابقاً كانوا يضيفون جيش الإسلام وأحرار الشام، لكن الآن فقط يقولون أنه لدينا مشكلة مع النصرة، ولا مشكلة لدينا مع الفصائل المعتدلة، هنا نتحدث نحن عن الخطاب.
بسام حداد: يجب أن نؤكد هنا أن هذا على الصعيد الخطاب وليس على الصعيد العملي.
ابراهيم حميدي: طبعاً على صعيد الخطاب، وأيضاً على صعيد الخطاب تقول لك المعارضة نحن ضد النصرة لكن بشكل واقعي أنا برأيي أنه لا هذا الطرف ولا ذاك جدي على الأرض.
بسام حداد: ماذا تقصد أنه غير جدي؟ كي تتوضح النقطة.
ابراهيم حميدي: أعني أن النظام وروسيا وإيران كل المعارضة بالنسبة لهم إرهابيون في الممارسة كما أرى، وهنا سأقدم لك مثالين: الأول قبل ثلاثة أسابيع ثلاثة فصائل إسلامية في إدلب معتدلة من ضمنها الفرقة ١٣، الفرقة الشمالية، تجمع صقور جبل الزاوية، هؤلاء معتدلون زيادة على اللزوم، توحدوا وشكلوا جيش إدلب الحر، ماذا كان رد دمشق وموسكو عليه؟ قصفوا لهم موقعاً على الفور. الأمر الثاني، وأكيد أنك تابعته، هناك قصف ممنهج لكل المستشفيات والمدارس والمراكز الطبية والتي هي مدنية. إذاً هناك رغبة واضحة لدى دمشق وموسكو وطهران في الممارسة بإعادة سلطة الدولة (بين قوسين) إلى كل المناطق غربي نهر الفرات وتفكيك كل البنية المدنية والعسكرية للمعارضة، معتدلة، غير معتدلة، طبية، غير طبية، لا يهم. هذا من جهة، من جهة المعارضة أيضاً يتحدثون كثيراً على صعيد الكلام أنهم يريدون الانفصال عن النصرة لكن في المعارك وعلى الأرض يرون أن هذا الشيء غير ممكن، لأنه، وبصراحة، أكثر فصيل (بين هلالين) ناجح في المعارك العسكرية هو النصرة وفتح الشام وبالتالي حديثهم هم عن الانفصال عن النصرة غير جدي لأنهم يعرفون أنهم غير قادرين على فعل ذلك، بالتالي هناك مراوغة، هناك خطاب بين الطرفين لكن على الأرض الأساليب مختلفة، السلوك شيء ثان، هذا رأيي.
بسام حداد: شكراً الآن، وللحديث صلة.