[يسرّ "جدليّة" أن تقدّم للقراء ملفاً جديداً يعرف بعدد من الشعراء الأكراد الذين يكتبون بالعربية. سننشر مواد هذا الملف بالتسلسل على مدار الأيام القادمة وسنفعّل الروابط أدناه حال نشر كل مادة. اضغط/ي هنا للإطلاع على جميع مواد الملف]
لستِ نافذةً مطلّة على نوافذ الجيران.
ولا حقيبة تنتظر على الرّصيف.
أو غابة تبحث عن شجرة.
لستِ بناية تمشي في مدينة
ولا مدينة كاملة دون بنايات
دون ناطحات سحاب
ولا طائرة حديدية
تقصف مدينةً كاملة
من أجلِ أرنب.
لستِ قصّة تقرأ في كتاب
ولا رواية خرافيّة
أو مشهد عابر
في فلم عربيّ منقول من المقدمة
إلى الهاوية .
أنتِ حقيقة بعينها
بذاتها.
حناجرُ شعب تهتف للرصاص
كلمات في آفطة تهتف للمسيرة
صندوق بريدي المقفل
أنتِ المهدي الذي أنتظره
المصحف الذي أقبّله
وأحلف عليه .
فيصدّقني الرب..
أنتِ امرأة بشعرٍ مبلّل
و"بكلة" شعر سوداء
وبنطال أزرق.
امرأة بنظّارةٍ شمسيّة
وقميصٍ شفّاف.
امرأة بقلبٍ مكسور
تقف في الصّباح الباكر
تنتظر حافلة كاملة من اللحظات.
ما الّذي كان سيحصل
لو أنّكِ مثل كلّ العشاق
- كأي شخصٍ غريب -
طرقتِ بابي.
ودّعتيني كصديقٍ عابر
ما حصل أيّ شيء بينهما
لا قبلة سريعة تركتها لكِ في المطبخ
ولا عناق حتّى رؤوس الأصابع.
في هذا الصّيف
حتّى وإن كان المطر يهطل ..
مالّذي كان سيحصل
لو أنَّكِ أتيتِ بكلِّ حليّيكِ
بكلّ غندرتكِ
طالبةً أن نرسم ملامح طفلنا الشّقي.
ما الذي كان سيحصل لو أنّكِ الآن
معي
تصعديْنَ الدّرج
الذي كنتِ تنتظرينني عنده.
فيرحّب بكِ مراقب المصعد
والمفتش
وتضحك لكِ الطّائرة
وأمي
وعصافير الحي
وهؤلاء الشهداء.
***
الشاعر راشد الحمد في سطور:
راشد الأحمد شاعر وإعلاميّ ،وناقد سوريّ مستقل من مواليد خزنة التابعة لمدينة القامشليّ. مقيم في مملكة النرويج ،حاصل على درجة البكالوريوس في الإعلام وينشر في الصحف العربية.