بيان للمديرة التنفيذية لرابطة القلم الأميركية سوزان نوسّيل Suzanne Nossel:
خطط جديدة لترامب قد تدخل أمريكا في عصور الظلام
19 كانون الثاني، 2017
إن خطط إدارة ترامب، التي ذكرتْها صحيفة “ذ هيل” هـذا الصباح، والتي تتحدث عن احتمال إلغاء كامل للوقف الوطني للدراسات الإنسانية والوقف الوطني للفنون، تمثّل تنازلاً شائناً عن تاريخ الولايات المتحدة المجيد في دعم البحث الإبداعي والمساعي الإبداعية، التي خدمت كمحرّكات للتجديد، وعزّزت مكانة أميركا كملاذٍ للمفكرين الأحرار، وكقائدٍ عالميٍّ في بحث البشرية المشترك عن المعرفة.
إن الوقف الوطني للدراسات الإنسانية، الذي أُنشىءَ سنة 1965، هو مصدر رئيسي لتمويل برامج الدراسات الإنسانية في الولايات المتحدة. وتدعم مِنحهُ المؤسسات الثقافية بما فيه المتاحف والمكتبات والتلفزيون العام وكـذلك الجامعات والمنح الفردية الخاصة بالأبحاث. ولقد دعم أكثر من 7000 مشروع كتاب، بينهم 16 كتاباً فازوا بجائزة بوليتزر، ومشروع صحيفة الولايات المتحدة، الذي صنّف أكثر من 60 مليون صفحة من الصحف التاريخية كي يكونوا في خدمة الباحثين في المستقبل.
أما الوقف الوطني للفنون، والذي تأسّس أيضاً سنة 1965، فيدعم المشاركة والمنح الدراسية والبحثية في الفنون، ويعمل على ضمان مدخل متساو إلى الفنون والثقافة لجميع الأميركيين، والشركاء مع الدولة والقادة المحليين لدعم المبادرات الإبداعية على مستوى الجماعة. ويدعم تمويله الأدب والفنون البصرية والرقص والمسرح والمتاحف وبرامج الفنون التربوية في أنحاء البلاد.
إن الإعلان حتى بأن إلغاء هذين الوقفين هو قيد التفكير يلقي ظلاً شريراً فوق ثقافتنا الوطنية الحية، ويغذي المخاوف بأن إدارة ترامب تهدف إلى أن تعلن عصور ظلام جديدة في أميركا. إن قيادة أميركا وإبداعها في الفنون والثقافة والدراسات الإنسانية هما ينبوعان لعظمة أميركا ومثار حسد للعالم.
لقد سبّب هذا الاقتراح قشعريرةً في العمود الفقري لكلّ الأميركيين الذين يقدّرون البحث والإبداع، والذين يعرفون بأن إلغاء وكالتين حيويتين كهاتين سيوجّه ضربةً إلى قلب القطاعات الأعلى قدْراً في مجتمعنا.
وبصرف النظر عن الموارد المعرضة للخطر، إن الإشارة التي بثّتْها هذه الإيماءة هي صفعة في وجه الفنانين والكتاب والباحثين والدارسين الذين بدأوا يستشفّون أن الإدارة تعتبر عملهم بلا قيمة.
ترجمة: أسامة إسبر
المصدر: موقع رابطة القلم الأميركي