قصائد للشاعر ساڤِريو بافارو Saverio Bafaro
ساڤِريو بافارو في سطور:
من الأصوات الشِّعريَّة الشَّابَّة في إيطاليا، وُلِدَ في كوسِنتْسا سنة 1982. حصل في 2002 على جائزة "مدينة سكاليا" الأدبيَّة التي طبعت مجموعته الشِّعريَّة الأولى "المتاهة". في تلك الأثناء انتقل إلى روما ليكمل دراسته الجامعيَّة ويتخرَّج في علم النفس التَّنموي والتَّربوي. في العاصمة صدرت له سنة 2005 مجموعةٌ من القصائد ضمن كتابٍ جماعيٍّ بعنوان "تقويمٌ شعريٌّ قمريٌّ لعام 2006"، كما شارك في العام نفسِه في مختاراتٍ لشعراء المدرسة الرومانيَّة بعنوان "مؤامرة الشُّعراء". بعد سنتين صدرت مجموعته الشِّعريَّة "قصائد إلى الأم". كما صدر له سنة 2011 مجموعة شعريَّة بعنوان "إنشادٌ إيروسيٌّ جماعي"، وفي سنة 2014 صدرَ ديوانه "قصائد الخوف".
النُّصوص:
أصول
عذبةٌ هي حوافُّ الأرض
حيث يجتمع
الوبر الحيوانيُّ الخفيفُ
حول الأثداء:
تلك التَّحتانيَّة المتوحِّشة
الجارحة بصمتها
والقابضة على الأسنان والعيون
تفتحُ داخلَ الأصولِ
هوَّتها المنتِنة.
*
كاهنةٌ باخوسيَّة
عَدْواً
أطوي الحقلَ برمَّته
مخدَّشةً
مُدَمَّاةً
من الطَّبيعةِ ومن القدَم
صارخةً
منتحبةً
ملتهبةً
قبل أن أسقطَ أرضاً
وقد غاب الإله عن ناظري.
*
لِسبوس
الرِّجالُ رحلوا
الجزيرة مهبلٌ متمَّمُ التَّكوين فيه
كمثلِ رياحٍ
أو موجةٍ متلوِّية
يدفعُ صوتُ أفروديت
جسدي
ليختالَ في مشيته
ويقطفَ
من بين القمحِ المزغِبِ
خشخاشاً أرجوانيَّاً.
*
نشوة
أريدُ أن أطوِّحَ بك
داخلَ هذا المخروط الهائل المقلوب
الذي ذروته صرخةُ انتشاء.
*
انتظارات
شهوتكِ
تتحرَّك تحت جلدِك
شهوتكِ
تتقدَّمُ
من المتعدِّدِ إلى المفرَد.
*
فُرُجات
الجسدُ الذي يقوِّضُ كلَّ سدٍّ
بين الدَّاخل والخارج
- كعينٍ وسطى بين كلِّ الاتِّجاهات-
تستحثُّه
الأنفاسُ واللهثات،
حميَّةُ المداورات،
والفُرُجات المفرِطة.
*
قطارب
يدُ الليل القاتلة
فتحتْ راحتها
لتنثرَ عن خبثٍ
جواهرَها العتيقة
تاركةً إيَّاها تهوي
كنذر شؤمٍ
بين السَّنابل منفوشةِ الشَّعر.
إلى أن تخمدَ
[تسمعُها] تصرخُ
بصوتٍ مُغمٍّ
لم تعهد له مثيلاً مِن قبل:
إنَّها الطَّائفة الكهرُبيَّة
لقطاربَ مَخونة.
*
المحيط
المحيطُ هذه الليلة
يتلفَّع بمُلاءاتِ الوحش:
مخلوقٌ يميل إلى الزُّرقة
يخرجُ من جوفِه،
ضجرٌ مهولٌ
راشحٌ من مسامَّ لامرئيَّة
يصرخ بلا قوَّةٍ،
الخوف مُستضافٌ
في جوف الخديعة العملاق.
*
فلسفة جمالٍ لا-أرسطيَّة
نحن الذين اخترنا القبحَ
وقرأنا خلافَ ذلك كتابَ الإسطاغيريِّ
نعرف حقَّ المعرفة لغةَ
المتَّسِقِ المصيَّرِ زيغاً
والسُّكون المصيَّرِ هياجاً
والصَّفاء المصيَّرِ عماءً
والنِّظام المصيَّرِ فوضى
والتَّناظر الذي لم يعد كذلك
والتَّساوق الذي بمشيئتنا جاوزناه.
*
في العشيَّةِ المَغدورة
بآليَّاتٍ معقَّدة
الحفَّارُ يدفنُ زهوراً جديدة.
*
صليبُ نارٍ
يَسْتنهضُني
داخلَ القلبِ الحُمضيِّ للَّيل
قوقعةُ ظُلماتٍ
من الأنفاسِ الثَّقيلةِ المبذورةِ
في اللهيبِ النَّفطيِّ
تحرقُ إلى الأبدِ الأملَ
برؤية الجسدِ حيَّاً من جديد.
*
ثمَّةَ ثَقبٌ
في ورقةِ الخريف
يُغري من الجهة الأخرى.
[اختارها وترجمها عن الإيطاليَّة: أمارجي]