أمومة (سيناريو مُحتمل)
سمِعْنا أَصوات الْمسَلَّحين قَريب عَلينا
صوتْهُم صار أَقْرَب وأَقْرَب
باهَتَتْنا إِمّي مَرّة واحْدِة وطَلَّعَت مِن جيبِتْها خَمس حَبّات صْغار لونْهُم أَصْفَر: "يلّا أَجا وَقْت الْحَبِّة"
أَبي سَأَلْها: "حَبِّة شو هاي حَبيبتي؟"
جاوَبَتُه: "هاي سُم فيران عيوني. بنِشْرَبُه كُلْنا وبِنْموت. ما حَدا يناقِشْني، لأنّي راح أَعْدِمه بِإيدي. يَلّا إِبْلَعوا، عَم يقَرْبوا."
سأَلْت إِمي: "طيِّب ليه إِمّي؟"
حَكَتلي وبسُرْعَة وكَأَنْها بَدها تلَحّق تِحْكي قَبل ما يِوْصَلوا: "عَشان ما يِغْتِصْبوكِ ويُقتْلوكِ. إِنْتِ بِالزّات إِبْلَعيها بسرعة وأَوَّل واحدة، حِلْوِة كتير إِنْتِ وجِسْمِك ما شا الله عَليه، مِش راح يِرْحَموكِ".
سألتها: "وإنت؟"
ردّت وبسرعة: "ما تِقَلَقي عَلَي، أَنا بَعِدْكُم، بَعد ما أطَّمَّن عَليكُم إِنْكُم ميْتين راح أَبْلَع حَبْتي. أَنا اللّي ولِدْتُكم وانا اللَي بَحْميكُم من الموت."
أبي حَكالها: "هاد إِنْتِحار، حَرام عَليكِ؟"
جاوَبَتُه بعَصَبِيَّة وِبسُرعة: "نَعَم؟ وِاللي بِصير وراح يصير مِش حرام حبيبي؟ اللّي راح يِعْملوه في بَناتَك وإِبْنَك وفيّي وفيك مِش حرام؟ إِبْلَع الْحَبّة وابْلَع الْحَكي مَعها. جهنم الله أَرْحَم مِن جهَنَّم هاي الوْحوش. إِنت إِنْتِحْر وراح تِحكيلي شُكرا بَعد أَكمِّن ساعة."
أَبي بِدي يِبكي وِيْقول: "سامحونا حبايبي، سامْحوني يا بابا"
أَخي وإِختي الْصغار مَصْدومين، عَم يِراقْبوا تلاتِتْنا بِدون وَلا كِلْمِة، يِمْكِن لأنهن بَعدهن ما بيِعْرَفوا إيش يَعْني موت وِاغْتِصاب وِانْتِحار.
هنّي فِعْلا لَو يِموتوا أَحْسَن.
إِمي نَهْرَتُه: "وبَعْدين عاد، خَلِّصْني مِش وَقْت بِكا الْرْجال إِسّة. شِد حالَك وخَلِّصْني. وخَلِّصْنا. ما راح خَلّي أَي إِبِن كَلْب أو حتى إبِن أَسَد، يِمِد إيدُه عَلى حَد فيكُم. أَقْتُلْكُم أَنا أَهْوَن عَلَي مِن ما شوف واحِد مِتْوَحِّش يِقْطع راسَك ويِغْتَصِب بَناتي وإِبْني وحالي. يَلّا يَلّا فِش وَقت، شْوَي وِبْيوصَلوا لَعِنّا."
أَقْنَعَتنا
بَلَعْناها بِرَجْفة من غير ما نْوَدِّع بَعَضنا، كَأنّنا مِتْأَكدات إنِّنا راح نِلْتِقي بَعد أَكَمِّن ساعة
كان الخوف من اللّي جاي وجايين أقوى بكتير من الخوف من الموت
إِمّي بَلعَت حُصِّتها كمان
هُدووووء
كَسَروه الْوحوش بِصوتْهُم وضَرْب البَواريد عَلى الباب
انْخَذَلوا لَأنه الفَريسة مَيتة
يِلْعَنْكُم، يِلعن أَبوكُم ويِلْعَن الْعالَم