مقاطع مختارة من ديوان
"سيرة لأبناء الورد“
للشاعر عمر شبانة فلسطين/ الأردن، الصادر عن ”الأهلية“ في عمّان.
اسْمي الذي يليقُ بي
-10-
في غابة الأسماء
كانَ الأنبياءُ، والصّعاليكُ،
وتاريخٌ من الدّماء، حارقّ،
وكان ثمّة السيّد والعبيد،
كان الماء من زمزم، والنبيذ،
وكلّ واحدٍ يقودني في غابة،
وكل غابة تأخذني، من أذنيّ نحو غابة،
تدور بي كأس هُنا،
وموجةٌ من البكاء في الكأس،
كأنني هناك
وبين كأسين من الجنون
والصلاة في المعابد
ما بين قلبي واقفا
أو راكعا أو ساجدًا
في عتمة كأنها جزيرة الهلاك
كأنني…
أنا الذي رأي المدى،
رأيت تائهين في كتابهم
مكسورة ظهورهم
بهيكل من الخرافات،
((رأيت)) ليلا
حاملا خمسين نجمة،
وكلّ نجمة تبدو بألف عام
رأيت رايات من
الأبيض في الساحات،
أنهارا من الأحمر في الرّايات،
أطفالا، وغابات من الزيتون،
في أغنية مهيضة اللسان،
في مجزرة تسكن في الأحلام
***
وقلتُ أريدْ
أريدُ ولادةً أبهى
-1-
من صرختي الأولى،
رأيتُ الربّ يفتتح الوجود،
ورحت في كهف، بلا نور، أخوّضُ،
كان كهفا غمض القسمات،
أعمى، مشبعا بالصمت،
ظل الضمت يصرح بي،
ويفتح لي نوافذه،
على الشطان، أعبرها إلى ماء، ونار
والصمت يصرخ، وهو يفتح ألف باب للنهار
في الكهف كنت أنا، وكان العشب،
كانت صخرة الميلاد أرفعها إلى جبل،
فتهبط بي عميقا في اللهاث
في الكهف بومات ثلاث
وأنا نوار الحدائق، والطيور
في الكهف ما يكفي ليبقى الليل ليلا،
أو ليطلع من وراء العتم موسيقا ونور
نَدَم
-3-
أزهارُنا
ولدت على بحر من الدم ،
أيّ روح سوف تأخذنا إلى عطر البلاد،
وأيّ فاكهة ستولد في بساتين الدماء،
وكيف نكتب للطفولة أغنيات الحبّ؟
أزهارنا..
دمنا الذي يروي حدائق من طفولتنا.. ويمضي