قلب ثقيل
أخيراً فهمتُ أنّ القلبَ صندوق. أُفْرغه من أحزانه وأملؤه بالفرح متى ما شئت. لا أنجح دائماً. أحياناً يصبح أثقل مّما يمكن حمله، وتحمّله. فأضعه جانباً وأتكئ إليه لدقائق. ثم أنهض وأحمله من جديد.
لا أريد أن أظلمه. فهو يخفّ أحياناً. يفرد جناحيه ويطير في الأعالي. فيذكّرني أنّني عشّه.
لكنّ هذه محض أوهام تلائم القصيدة.
الحقيقة هي أن القلبَ رفٌّ طويلٌ تجثم عليه صناديق ثقيلة.
لا أجنحة ولا. . .
غبار وألم.
كذبتُ ثانية، من أجل القصيدة طبعاً.
سأقول الحقيقة الآن، فنحن نقترب من السطر الأخير.
لا أعرف شيئاً عن قلوبكم أنتم.
لكنّني أعرف أن قلبي قصرٌ قديم وشاسع، حتّى أنني كنت أتوه فيه فيما مضـى.
أمّا الآن فحجراته وزواياه كلّها معبّأة بمئات الصناديق.
ولم تبق فيه إلا هذه الفُسْحة الضيّقة، قرب الباب، حيث أتقرفص الآن
وأكتب هذه القصيدة.
برلين، ٢٠١٧