كنت مع أحد الأصدقاء على سطح عمارة عتيقة. نجلس على كرسيين من القش. تفصل بيننا طاولة خشب يتدلى فوقها غطاء أبيض مطرز. أنظر إلى القمر، مكتملاً وشهياً. لا يزال لونه النحاسي طرياً. العمارة التي نجلس على سطحها عالية وتطلّ على دمشق. فجأة، أرى القمر يسقط دفعة واحدة إلى الأرض ويخفت لونه. في اللحظة ذاتها، تمرّ من أمامنا سيارة «كركوبة» طائرة. يقودها رجل «معتّر» وزوجته البائسة تجلس إلى جانبه.
ليس الحلم جديداً. حلمت به للمرة الأولى قبل سنة ونصف. ومنذ ذلك الحين، لم أعد أذكر أحلامي في الصباح. كان هذا هو الحلم الأخير المكتمل. قبل أسبوعين، استيقظت صباحاً وأنا أغني باللغة اليونانية أغنية ذات لحن عذب وحزين. وحتى هذه اللحظة، لا أزال أذكر اللحن جيداً لكن كلمات اللغة التي أجهلها تماماً ضاعت مني. وفكرت، بماذا يحلم السوريون الآن؟ وهل لا يزال الحلم ممكناً؟ عندما يتحول النهار إلى جرعات متهافتة من الوجع والإحباط واليأس، هل نعثر ليلاً على فسحة هاربة ومتمردة؟ سألت الكثير من الأصدقاء. وانتابني شعور بشع بالتلصص على أحلامهم، على عوالمهم الباطنية. وما زاد من إحساسي بالذنب هو أن معظمهم رفض كتابة أحلامه. هناك من استهجن الفكرة أصلاً. وهل هذا وقت الأحلام؟ ليست سوى ترف لا نجرؤ على استحضاره. والبعض الآخر، كتب عن أحلام غريبة وجميلة، أو عن عجز موجع يسرق الأحلام ويبددها.
حازم العظمة:
قط هائل ومتوحش
حلم الساحة (الأغورا Agora ).. حيث آلاف الناس تجمعوا ... لا يطلق النار عليهم أحد ... لا يطاردهم أحد. شمس صديقة كانت هناك وألوان زاهية ... أتوا من أحياء، براياتٍ ملونة وقمصان ملونة ... ثم يفترشون العشب ويأكلون من آنية بدورها ملونة ... أطفال يلعبون هنا وهناك في الفضاءات الصغيرة بين المجموعات ... وكانت هناك حيوانات أليفة في الحشد.. وثمة مغنون وفرق موسيقية تناثرت بين الجموعِ ... هو بطريقة ما مشهد العيد.. لكن بالطريقة التي تخيلتها دائماً...
هناك حلم آخر يتكرر عن قط صغير يتعلق بساقي ... مع أني عادة لا أكترث للقطط! وثمة قط هائل أبيض ومتوحش يريدني أن أحميه منه ... لكن حلم الساحة والجموع هو الأقوى...
هالا محمد:
المواطنة المتساوية
أنا لم أعد أحلم ... أنام كما الموت وأفيق من الموت الخفيف على صحوٍ خفيف ٍ يُشبهُ فقدان الذاكرة ويشبهُ الحنان. كلّ هذا العُنف يحتاج إلى حنان لكي نهدأ ونرى ونتعلّم ونبقى على ثورتنا السّلميّة في سبيل الحُرّية. أتلمّسُ منطقة الأحلام.. أراها بلا أسرار ... وأرى قلبي يدقّ برصانة كأنه حجر كريم مزروع أمانة في صدري.. وليس قلباً.
لا أحلم يا ديمة ...
الحلم رفاه ...
عقلي ليل نهار يُفكّر ويهجس وروحي تتمتمُ بالفخر بشعب سوريا ... الذي أنتمي إليه. ربما سعادة انتمائي هذه ... هيَ الخيط الأوّل الذي يربطني بالمواطنة المتساوية التي فاقت الحُلم.. هذا سيّد الأحلام... المواطنة المُتساوية ... أردّدها وأقول لنفسي ستتحقق لا بدّ أنا أثق بسوريا.
سأحلم في يومٍ ما وسأقول لكِ.
اليقظة أقوى من النوم اليومْ.
منذر المصري:
عصفوران هما ابناي
(سأنام الآن وسأكتب لك ما سأحلم به)
أنا شخص مكثر من الأحلام. لدي أحلام تتكرر وتتكرر لسنين، كأن أجد نفسي محشوراً في فتحة شديدة الضيق أحاول الدخول إلى مكان معتم ومنخفض السقف. أو أن لدي جثة، امرأة في الغالب، لست أنا من قتلها، ولكني من يجب عليه نقلها من تحت سريري ودفنها في مكان ما لا يراني به أحد. اضافة إلى كوابيس حروب واعتقالات ونزوحات، أجد نفسي فيها ضائعاً فاقد الحيلة والأمل. كما لدي أحلام طارئة تأتي بها الظروف والأحداث العابرة، كأن أضيع سلسلة مفاتيحي، فأحلم مباشرة أني ذهبت لمرسمي ووجدت الباب مفتوحاً، وكل ما لدي مسروق ما عدا لوحاتي. أحلامي جميعها، تظهر هوسي بالدقة والتفاصيل، وتؤكد أنني حتى في الأحلام، واقعي، ومعدوم الخيال، فإذا حلمت، وقد حصل هذا مراراً، بشيء لا يمكن أن يحدث لي في الواقع، أعرف أنني في حلم، وأستيقظ. فلطالما رددت: (ماذا تريد حقيقةً أكثر من حلم). لذا، صدِّقي، عندما أجبتك: (سأنام وسأكتب لك ما سأحلم به)، أنني رأيت ثلاثة أحلام متتالية، سأرويها على التسلسل كما يلي:
1- عند نقطة البوليس، تقاطع شارعي عدنان المالكي وبراهيم هنانو، ما يقارب العشرين شاباً وصبية، يصرخون بأصوات خشنة: (الله أكبر ... الله أكبر) و(الشعب يريد اسقاط النظام). ثم فجأة، كأنهم أخبروا بوصول رجال الأمن، يلوذون بالفرار في كافة الجهات باضطراب كبير، أحدهم وهو ينعطف يميناً يقع وينزلق نصف جسمه تحت سيارة. لكني، لحظة مغادرتهم جميعاً، أسمع نفسي أجأر: (حرية ... حرية)، غير مبال بمن يمكن أن يعرفني من المارة وأهل السوق. أنتبه إلى أن صاحب مكتبة (عريف) يشير لي بهزتين عنيفتين من رأسه أن أغادر بسرعة، لكني أختار أن أهبط شارع المالكي بخطى وئيدة، غرباً باتجاه البحر، ربما لأعطي الانطباع بأنه لا علاقة لي بكل ما حدث، متنبهاً إلى ثلاثة أشخاص يمشون بمحاذاتي، ولا يرفعون نظرهم عني.
2- أمام سينما (الأمير)، (الكندي) بعد أن استولت عليها الدولة، دهشت لوجود عصفورين ملونين ينطنطان على درجتي البوابة، انحنيت ووضعت سبابتي أمام أحدهما فقفز عليها بكل دعة. فإذ هما الحسونان اللذان أربيهما في بيتي. لم يكن كيف غادرا قفصيهما ووصلا إلى هنا لم يكن هذا ما فكرت به، بل إدراكي لأول مرة أن العصفور الأول هو ابني شكيب، والثاني، هو ابني خالد.
3- عندما بلغت نهاية شارع المالكي، دخلت حديقة البطرني، كأن هذا ما كنت لأفكر به منذ البداية. كان في استقبالي كل من رغبت أن ألتقيه من أهلي وجيراني وأصدقائي. حتى أنني لم أستغرب وجود بعض الراحلين منهم، وهناك أيضاً أناس آخرون لم أعرفهم، خيل لي أنهم أرواح، ينيرون المكان برؤوسهم المضيئة والملونة كالفوانيس. جميعهم كانوا يحتفلون بفوز ما، بنصر.. يغنون ويرقصون، بانتظار أن ينتهي ميشيل من شواء سلحفاة بحرية كبيرة فوق النار.
جولان حاجي:
كنا في المستقبل
الحلم الأول: لأطفال يخوضون بركة موحلة بأحذية بيضاء من مطاط. ثياب المدرسة الخاكية بشعة في برد الصباح، السماء غائمة، الهواء رمادي. أقف على عتبة دكان لا أحد فيه، وعلى طاولته سطول من اللبن. ألتفت يساراً فأرى مظاهرة تقترب من جهة الجسر، ولا يمكنني أن أميزها جيداً، أهي شاشة عملاقة تعرض بثاً مباشراً لمظاهرة أم ان الشارع ضيق والناس كثيرون؟ المتظاهرون يرتدون جلابيب بيضاً وحركاتهم سريعة. الأرتال التي تتدافع حيناً وتتباطأ حيناً نظيفة الهندام، وما من أثر لرذاذ الوحول. أتعرف إلى زميلي القديم في المدرسة الابتدائية، يهتف ولا أسمع صوته، رغم المسافة القصيرة بيننا. أنظر إلى شفاه الهاتفين ولا أسمع شيئاً. لا أحد يراني. أسنانه بارزة، رأسه رأس رجل وجسده جسد طفل، يمص إبهامه ولثته سميكة.
تسير المظاهرة إلى هضبة موزان الأثرية. تبدو القرية مهجورة. يختفي المتظاهرون. في أحد المنازل الطينية، أصادف يوان م. أمين مكتبة يعتمر قلنسوة ولحيته حمراء، معاونته لورين ب. تبتسم. أجلس على مقعد خشبي كمقاعد الحدائق داخل الحجرة الواسعة، وأمامي كوب شاي ساخن. نسمع مطراً غزيراً يهطل. يضع يوان أمامي كتاباً قديماً، دفّتاه من خشب، الغلاف الأمامي محفور بثقب حوافه محترقة، يشبه ما تتركه عملية كيس الشعر في العجُز، والغلاف الخلفي موسوم بضربة فأس أو ساطور. الكتاب ثقيل وصفحاته ملتصقة ببعضها البعض كأنه كان غريقاً، وما من أحد قرأه قط.
نخرج أنا ولورين إلى سفح الهضبة. هناك حفر تركها المنقبون، ولا شيء فيها بتاتاً سوى الوحل وماء المطر. إحداها مغطاة بنايلون سميك. حين رفعناه رأينا فسيفساء أتذكر من ألوانها الأزرق والأبيض، كانت لوحة كبيرة لإحدى الشخصيات البارزة وكنا في المستقبل.
الحلم الثاني: بسروال قصير في البرد أقف على سطح بناء لم يكتمل تشييده بعد. السياج الذي يسور السطح أحجاره مخلخلة، والغيوم قريبة من رؤوسنا. لا أتذكر من كانوا معي. كنا فوق قاسيون، وأمامنا أدراج السلمية الكثيرة. فتى يهبط أحد الأدراج البعيدة حاملاً على ظهره دبّاً ميتاً، وحين يقترب من أنظارنا أتعرف فيه إلى الصغير أولاد أحمد، لا يرانا ولا يسمعنا حين نلوح له ونناديه. كان يرتدي سروالاً قصيراً كحلياً وعاري الصدر. اختفى ليظهر فتى آخر يحمل على ظهره دباً آخر، كان متعباً كما يبدو، فأسند الدب إلى سياج الفناء في الأسفل. لم يكن دباً بالضبط، كان هزيلاً أقرب إلى ثعلب صحراوي باهت الفراء. بدأ الحيوان يتململ ويتمطط على السياج، وبدا لوهلة مثل فروة مسلوخة لابن آوى. لا أدري لم قررت النزول من السطح إلى المنحدر لأجد نفسي معلقاً في الهواء، يداي في فجوات السياج المخلخل وتحت قدمي هاوية أتأرجح فوقها، إلى أن تلقفتني أيدٍ لم أرَ أصحابها. أرشدتني أصوات المنقذين المجهولين إلى السلّم. حين اقتربتُ منه وجدته أقواساً منفصلة من أسلاك الغسيل، والنزول عبرها أخطر من السقوط نفسه.
خالد خليفة:
أشلاء قتلى وجنود حزانى
منذ أكثر من سنة هجرتني المنامات واستعضت عنها بأحلام اليقظة مع قهوتي وقبل النهوض من فراشي. في الآونة الأخيرة تأتي أحلامي قطعا ممزقة تختلط بأمكنة قديمة مستعادة، آخر ثلاث مرات استعدت مكاناً قديماً ما زلت أعتقد أنني في طفولتي كنت أختبئ فيه حين أريد الهرب من العقاب على الأغلب هو قبو منزلنا القديم، ووجدت نفسي أعود إلى ذلك المكان لكن وجدت أكثر من صديق تفاجئني وجوههم، لم أحتج إلى وقت طويل لأكتشف بأنهم مجموعة أموات ومعتقلين.
وفي حلم آخر لا أعرف لماذا داهمتني مرة آخرى صور حلب القديمة، حيث كان كل شيء غريباً، مدينة عشت فيها أكثر من نصف عمري لكنني لاأعرفها هذه المرة، امرأة تقودني من يدي لا أعرفها، ولم أعرفها في ما بعد حين حاولت إعادة تركيب صورتها، أعتقد أنني لم ألتق تلك المرأة أبداً لكن تكرارها مرة آخرى منذ أقل من شهر جعلني أشعر بأنني أعرفها لكني لم أعد أتذكرها.
في المرة الأخيرة وبعد حديث طويل مع الشباب عن مستقبل الثورة وسورية ما بعد الثورة شعرت بضيق شديد. إحدى صديقاتي بكت بحرقة على حمص. بعد أن أوصلتها إلى منزلها وعدت إلى منزلي حاولت النوم لكنني لم استطع رغم التعب الشديد، غفوت على الصوفا في الصالون وصوت التلفزيون مرتفع قليلاً، عانيت من مجموعة كوابيس غريبة متداخلة بين صور أشلاء قتلى مرميين في البيوت، وتذكرت مجموعة جنود حزانى، في منتصف النوم المتقطع أغلقت التلفزيون وأشعلت كل وسائل التدفئة في المنزل، وغفوت طويلاً لكن صور القتلى والجنود الحزينين عادت إلي، وبعد استيقاظي كنت أظن أن هذه الصور هي من بثها التلفزيون صباح ذلك اليوم.
لم أعد أعرف إن كان ذلك مناما أم تقريرا اخباريا عن إحدى المجازر التي لم تعد تثير دهشتنا. منذ زمن بعــيد لم أرَ حلــماً يــروى ويبــعث علــى البهجــة.
رشا عمران:
الأحلام في مكان آخر
هل أنام حقا كي أنتبه انني أرى منامات ما؟ منذ أشهر طويلة لم أنم ساعتين متواصلتين بعمق. ثمة ما يجعل سريري ينبت الشوك، ثمة ما يجعل جسدي يطوف في فراغ عظيم، وأنا أتارجح بين نصف النوم وبين الكوابيس، أتنبه لكل شيء، التلفاز مفتوح دائماً، جهاز الكومبيوتر في أقصى حالات استنفاره، أنا أيضا أشبه جهاز الكومبيوتر، أصوات الرصاص وأصوات سيارات الإسعاف حين كنت في دمشق، رنين الموبايل يخبر عن اعتقال صديق، توقع رنين الموبايل في أي لحظة بخبر ما أو بعلامة ما تدلّ على اعتقال صاحب الاتصال، أحاديث ليلية طويلة مع الأصدقاء في كل مكان.. تتبع أخبار الاقتحامات لمدن وقرى نعرفها ولا نعرفها، قلق، خوف من الخطوات الغريبة، من أرقام الهواتف الغريبة، انتظار عودة الشباب الذين خرجوا في مهمة ما.. كان هذا في دمشق حيث لا وقت لنا للنوم ولا وقت للأحلام ... لم يختلف الأمر كثيرا بعد خروجي من دمشق، بل لأقل أصبح أكثر وضوحاً وأشد وطأة، صار يحفزه شعور بالخجل أنني خارج الخطر، شعور بالذنب ربما أنني خرجت والباقون هناك هم كل من أنتمي لهم. في الخارج يصبح للخوف معنى آخر، يصبح للقلق أيضاً نفس المعنى، مع كل ما يحدث أصبحت معلقة هناك في سوريا، كل ما بني هناك، أعجز عن الانفصال حتى في ساعة النوم، مشدودة ذاكرتي إلى هناك، مشدودة إلى حد أنها تكاد تقطع روحي وتجعلني من جديد ممددة في فراغ عظيم كما لو كنت تابوتاً أو قبراً أو جثة. في الخارج يصبح النوم العميق هاجساً وذنباً في الوقت نفسه، أما الأحلام والمنامات فليست أكثر من ترف لا حق لي به الآن.
هيثم الحسين
احترق
منذ انطلاق شرارة الثورات العربيّة من تونس، وعاداتي في النوم كلّها متغيّرة. بتّ أغفو وأصحو وأنام أمام التلفاز. أترقّب الأخبار العاجلة، عساها تنبئ بحلحلة هنا أو هناك. ومع توارد الأخبار العاجلة، كانت الكوابيس بدورها تجتاحني. عزوت السبب إلى تغيير مكان نومي. وبعد مدّة بدأ القلق يؤرقني بشكل كبير ويؤثّر على جسميّ كلّه. راجعت الطبيب. أجريت فحوصات القلب أكثر من مرّة وبعد انعدام الأسباب الجسديّة، حذّرني الطبيب من التوتّر والانزعاج ونصحني بالابتعاد عن الأخبار التي توتّرني وترفع ضغطي. وبينما هو يحذرّني ابتسمت بمرارة، وقلت له: هل تستطيع ألّا تتابع الأخبار، وألاّ تتوتّر أعصابك..؟! ردّ عليّ بابتسامة لا تخلو من مرارة وأسف: لا. قلت له: إذاً لا تنصحني بما لا أستطيعه ولا تستطيعه.
لا أخفيك أنّني صرت أخشى النوم، خوفاً من الأحلام المرعبة. فالأحلام العاجلة تجتاحني كما الأخبار العاجلة تماماً. كلّ حلم يتبدّى شظايا متناثرة، بحيث يستحيل الجمع بين عناصره غير المنسجمة. فمنذ سنوات، ويظلّ حلم/ كابوس يجثم على صدري، وهو أنّني أحترق، لأستعيد تجربة الحرق القاسية التي كنت قد مررت بها أثناء الخدمة الإلزاميّة. وكان هذا الكابوس المرعب يزورني بين الفينة والأخرى. أمّا في هذه الأيّام فصار يزورني بمجرّد أن أغفو، مع إضافات كثيرة، كأن أجد أعضائي متناثرة وألملمها بنفسي. ومع الإغفاءات المُسترقة على أزيز الرصاص ودويّ المدافع، أجدني كلّ يوم محترقاً متفحّماً، وحين أفيق أحمد الله أنّه كان حلماً. صرت أحلم بأن أحلم بحلم دافئ منعش، لكن هيهات ذاك ...!
[عن جريدة "السفير" اللبنانية]