أپاچي
“الحصانُ المجنونُ” لم يكُنْ حصاناً.
كان طفلاً من الأپاچي سمّتْهُ أُمّه “الحصان المجنون” لأنّه كان يعدو كالريحِ. يسْتَعْجِلُ الفُصولَ كي يكْبرَ ويدافعَ عَن الأپاچي.
في الليل يراودُهُ حلمٌ واحدٌ: أنْ يكونَ طائِراً شرِساً يحلّْق في كبد السماء، يُعَشْعِشُ في الغيوم، ويَنْقَضُّ على الرّجُلِ الأبيض الذي صاد أجدادَهُ كالغزلان وشرّدهُمْ في أريزونا.
لكنَّ الحمّى طاردتْ، ذاتَ قمرٍ، روحَ الحصانِ المجنون حتّى هجرَتْ جَسَدَهُ واستقرّت في غيمةٍ عابرة بينما نام جسدُهُ في حفرة أغمضت عينها دون أن يُصْبِحَ ذاك الطائر الشرس.
كان ذلك قبل ثلاث سنوات من هزيمة الأپاچي الأخيرة، حين حاصرَ خمسةُ آلافِ جنديِّ جيرونيمو ومن بقي معه واقتادوهم مصفّدين (من سكيليتون كانيون، أريزونا، في الرابع من أيلول عام ١٨٨٦). وكلُّ ما تبقّى من الأپاچي اليومَ مُخَيّمات على هامشِ التاريخ
. . .
. . .
ترى هل تموت الأحلام عندما يموت أصحابها؟
أم أنّها تهيم في الليل بحثاً عمن يحلمها من جديد؟
. . .
هل تصبح كوابيساً في ليل الآخرين؟
فأسراب الأپاچي ما زالت تحوم كل يوم
والصيد مستمر
* * *
٢٠١٠
* “الحصان المجنون” (crazy horse) كان الاسم الرمزي لعدد من طائرات الأپاچي التي ظهرت في أفلام نشرتها ويكيليكس عام ٢٠١٠، وتظهر فيها وهي تطلق النار على المدنيين والأطفال في بغداد عام ٢٠٠٧ وترديهم قتلى.